نصوص أدبية

عبد الله الجميل: مرآة الثلاثين

أُحدِّقُ في المرآةِ هل ذلكُم أنا؟!

وأينَ اختفى الطفلُ الذي كانَ ها هنا؟!

*

أذلكَ صدْعٌ في الزجاجِ أمِ انّهُ

بروحي انكسارٌ صارَ في الوجهِ مُعلَنا؟!

*

ويا عجبي منها ضحكتُ فأظهرتْ

دموعي كأنّي قد سُرِرتُ لأحزنا

*

تواجِهُني المرآةُ بالأمرِ هكذا

كما الموت لا يعطي انتظاراً إذا دنا

*

فحيناً تُريني الوجهَ منّي سحابةً

وحيناً قناعاً من حروبٍ تكوّنا

*

ورُبَّتما أخفتْ عليَّ ملامحي

لأنّيَ ماءٌ ما عرفتُ التلوُّنا

*

أرى الناسَ في هذي الحياةِ كأنّهم

مرايا فقفْ تعرِفْ كلاماً مُبطَّنا

*

فمنهم يُريك الحُسْنَ رغم معايِبٍ

ومنهم يُريكَ العيبَ لو كنتَ مُحسِنا

*

وأفضلُ مرآةٍ عيونُ حبيبتي

رأيتُ بها وجهَ الجمالِ مُبيَّنا

***

عبد الله سرمد الجميل شاعر وطبيب من العراق

في نصوص اليوم