نصوص أدبية

أسامة محمد صالح: الحساب

وإنّيْ إذا لقيتُ ربّي مُكبَّلا

بوزنِ الجبالِ والهضابِ ذُنوبا

*

وصمتُ ندامتِي برأسيْ مُجَلجِلا:

فلو أنّهُ يعيدُني فأَتوبا

*

وبعْضِي على بعْضِي يَشدُّ مُنكِّلا

وكلٌّ غدا بيْ للجحيمِ شَبُوبا

*

أمِنْ حُجّةٍ لي كي يقومَ معلِّلا

لمَن قلبُهُ بالشّركِ كان مَشُوْبا

*

وناصحُ دنيايَ يَمرُّ مُهلِّلا

ومنْ عبتُ بالأمسِ أقلُّ عُيوبا

*

وصاحبُ دنيايَ جِواريْ مُعذِّلا:

فلو كنتُ إذْ شمّلتَ رُحتُ جنُوبا

*

وميزانُ عدلٍ فيّ يصْحو مُقلقِلا

أتملأُ "دنيا" في القيامةِ كوبا؟

*

فيا تعسَ يومٍ عشتهُ مُتخيّلا

بأنّي نُصِرْتُ إذْ ملأتُ جيوبا

*

ويا شؤم حربٍ عدتُ منها مُكلَّلاً

بنصرٍ لقاءَه خسرتُ حُروبا

*

ولسْنٌ من النارِ تُمدُّ كأنّها

رؤوسُ شياطينٍ أبنّ نُيوبا

*

وأحمدُ ما انفكَّ لذِيْ العرشِ ساجِدا

وذو العرشِ ما انفكَّ لطهَ مُجيبا

*

وخوفٌ يداهمُ الرّجاءَ مُزلزلِا

أربّاً عبدْتَ أمْ عبَدْتَ رُبوبا؟

*

أقولُ وقد خذلْتُ يومِي بأمسِهِ

ونفسِي بظُلمِها وكنْتُ لعُوبا

*

إلهي مددْتَ من لدنكَ مودَّةً

فما كانَ إلّا أنْ مددْتُ ذُنوبا

*

وإنّي لراضٍ إنْ نجوتُ برحمةٍ

وراضٍ إذا بُتَّ العذابُ نصِيبا

***

أسامة محمد صالح زامل

في نصوص اليوم