نصوص أدبية
يحيى السماوي: شـكـوى حُـسـيـنـيٍّ تـأبَّـد حـزنـه

"القصيدة التي تشرفت بإلقائها يوم أمس
في مهرجان الشعر الحسيني في مدينة الشطرة / العراق"
***
الـمـاءُ مـنـذُ مُـنِـعْـتَـهُ عـطـشـانُ ..
والـغَـيـمُ والأشـجـارُ والإنـسـانُ ..
*
والـبـاكـيـاتُ عـلـيـكَ قـبـلَ عـيـونـنـا
مُـقـلُ الـهـدى والـحـقُّ والإيــمــانُ
*
لَـطَـمَ الـفـراتُ ضـفـافَـهُ ونـخـيـلَـهُ
حُـزنـًا وشَـقَّـتْ زِيـقَـهـا الـغـدرانُ
*
يا ابـنَ الـذي لا سـيـفَ إلآ سـيـفُـهُ
وفـتـىً ولـيـسَ كـمِـثـلـهِ الـفـتـيـانُ
*
وابـنَ الـتـي تُـعـنـى إذا قـال امـرؤٌ :
خـيـرُ الــنـسـاءِ ولـلـتـقـى عـنـوانُ
*
وأخَ الـذي مـا سَـلَّ َ سـيـفَ عَـزيـمـةٍ
إلآ تَــســاقَـطَ حـولَــهُ الــفــرسـانُ
*
أرخَصـتَ نـبضَـكَ للحنيفِ فـأرخَصَتْ
لــكَ نـبـضـهـا وخـلـودَهـا الأزمـانُ
*
فـلأنـتَ مـن فـجـرِ الـشـهـادةِ شـمـسُها
ولأنــتَ مـن ثــغــرِ الـجـهـادِ لِــســانُ
*
ولأنـتَ مـن دِيـنِ الـصــراطِ إمـامُـهُ
ومـن الـعـطـاءِ الـقـلـبُ والــشــريـانُ
*
مـولايَ لـي عـذري فـبـعـضُ تـسـاؤلٍ
فـيـهِ الـجـوابُ إذا اشـتـكـى الـحَـيـرانُ
*
جـاز الـزُّبـى زبَـدُ الـخـنـوعِ فـصـبـحُـنـا
داجٍ ... وأمّــا لــيــلُـــنــــا فــهَــوانُ
*
صَــحـراؤنـا بـحـرٌ ... ولـكـنْ مــاؤُهُ
جَـمــرٌ ... وأمّـا مـوجُـهُ فــدُخــانُ
*
مـن أيـنَ يـأتـي بـالـسـفـيـنـةِ مُـنـقِـذًا
" نـوحٌ " ولـيـس بـأرضِـنـا بُـسـتـانُ؟
*
الأرضُ أبـعَـدُ ما تـكـونُ عـن المدى
وقـد اســتـبــدَّ بـمـوجِـهِ الـطـوفـانُ
*
زمَـنُ ولا كـالـجـاهـلـيَّـةِ .. قُـدِّسَـتْ
فـيـهِ الـعـروشُ وسُــيِّـسَ الـقـرآنُ
*
زمَـنٌ تـصـهـيـنَ فـيـهِ بـعـضُ أرومـتـي
وأُعِــيـدَتِ الأصــنــامُ والأوثــانُ
*
كـم مـن مـؤدٍّ لـلــصــلاةِ وصــائِــمٍ
جَـهــرًا ولـكــنْ رَبُّـهُ الـشـيــطــانُ
*
بـلـغـوا الــتـمـامَ مـن الـفـسـادِ كـأنـمـا
فـيـهـمِ عـلـى شَــرِّ الـخـطـى إدمـانُ
*
شَـكـوى حُـسـيـنـيٍّ تـأبَّـدَ حُـزنُـهُ
وتـأبَّـدتْ فـي قــومِـهِ الأحــزانُ
*
مـولايَ أشـكـوهـم إلـيـكَ وأشـتـكـي
قـومـي ومـا قـد أضـمَـرَ الـجـيـرانُ
*
ثُـكِـلـتْ عـروبـةُ أمَّـتـي وتـأرمَـلـتْ
فـيـنـا الـسـيـوفُ ودُجِّــنَ الـشـجـعـانُ
*
كُـنّـا نُـجـيـرُالـمُـسـتجيـرَ إذا اشـتـكى
ظُــلــمًــا وطـالَ بــلادَهُ الــعــدوانُ
*
والـيـومَ صِـرنـا نـسـتـجيـرُ ولا فـتـىً
لـو تـسـتـغـيـثُ " سًـعـادُ " أو " نـجـوانُ "
*
لَـيـكـادُ يـخـجَـلُ أمـسُـنـا مـن يـومِـنـا
وتــفــرُّ مـن أحــداقِــنــا الأجـفـانُ
*
لِـمَـنِ الـجـيـوشُ تـنـاسـلـتْ حـتـى لـقـدْ
ضـاقـتْ بـهـا الـثـكـنـاتُ والــمــيـدانُ ؟
*
يـقـتـاتُ مـن زادِ الـجـيـاعِ حَـديـدُهـا
وبها قـصـورُ الـسـارقـيـنَ تُــصـانُ ؟
*
لا " مازنٌ " مَـدَّتْ لِـ " غـزّـ ةَ " سـاعِـدًا
فـتُـغـيـثُ مـظـلـومــًا .. ولا " ذُبــيــانُ "
*
عـذرًا أبـا الأحــرارِ مـن جـزَعـي فـلا
" قـحـطـانُ " مُـنـصِـفــةٌ ولا " عـدنـانُ "
*
بـئـسَ الـمـصـيـرُ إذا يـسـيـرُ بـركـبـنـا
نـحـو الأمــانِ الـقـادةُ الــعــمــيــانُ
*
فـعـسـى حـفـيـدًا مـنـكِ يـأتـي فـي غـدٍ
بألـعـدلِ حـتـى يـسـتـوي الـمـيـزانُ
*
عـهـدًا أبـا الأحـرارِ تـبـقـى قــائِـمًـا
مـا قــامَ فــيــنــا لــلــصــلاةِ أذانُ
***
يحيى السماوي
28/7/2025