نصوص أدبية

عبد الستار نورعلي: في انتظار القطار الأخير

إنّي أنا الْهادئُ والرَّصينُ

والْباحثُ عنْ زاويةٍ ساكنةٍ،

لا تقتضي وسادةً مليئةً،

بالسَّيفِ والْخناجرِ،

والشَّوكِ والْحناجرِ،

أرصفةِ الشَّوارعِ،

ورأسِ ذاكَ الْمُبصِرِ الْعتيدِ،

داخلَ ذاكَ النَّفقِ الْبعيدِ،

صاحبْتُ شارعَ الْكفاحِ والرَّشيدِ،

عرفْتُ ذاكَ الشَّاعرَ الْمنعوتَ بالمُجيدِ،

وذلكَ الْمشهورَ بالسِّكِّيرِ والْعنيدِ،

والشَّاعرِ الْبليدِ.

سكرْتُ دهراً، وصحوْتُ أدهرا

ونمْتُ عصراً، ويقظْتُ أعصرا

لا عيبَ، لا خوفَ منَ السُّكّْرِ،..

يكونُ فيهِ الرَّجلُ السَّكرانُ أوهى..

مِنْ نسيجِ الْعنكبوتْ،

الْخوفُ مِنْ صَحْوٍ يكونُ..

الرَّجلُ الصَّاحي كبركانٍ يثورْ.

لم أحْملِ الْأوزارَ في رَبَابتي.

لم أمسحِ الْأكتافَ في الشَّبابِ أو كهولتي.

وما وقفْتُ في بلاطِ سلطانٍ، ولا الْأبوابْ،

أنتظر الرِّضى أو الْأكياسَ أو

ما يمنحُ الْحُجّابْ،

أو نظرةً مِنْ أعينٍ الذِّئابْ،

أو مَنْ يقولُ: يا هلا بأجملِ الأصحابْ،

وهو يحدُّ خنجراً ومِنْ وراءِ الْبابْ....

***

عبد الستار نورعلي

في نصوص اليوم