أقلام ثقافية
عقيل العبود: ترجمة د. بهجت عباس لقصائد غوته

بين جمالية النص وأسلوب الترجمة
اختيار قصائد غوته على أساس النص المقروء والترجمة، يعكس حقيقة الروح والشخصية التي تتميز بها الذات الكاتبة، فالدكتور بهجت يهوى الشعر، ويتقن فن الترجمة، ويعشق اللغة العميقة التي يتسم بها شعر غوته، وغيره من الشعراء، مما يجعل القارئ أكثر انجذابا للغوص في أعماق النص المختار بغية التفاعل مع تفاصيله الدقيقة.
هنا لا أريد أن أتناول البعد الوجودي للقصيدة التي تناولها غوته، ولكن جميل أن نستقرئ البعد التأويلي للنص، فالطبيعة وما فيها من مفردات، تحمل صورا أخاذة لمسارات تتداخل بطريقة أفقية، وعمودية تنعكس لغتها في النفس لتشكل خريطة شعورية متكاملة على شكل تناغم متواصل على هذا النحو:
(فالشمس وضحكة المزرعة العاطرة، وانبثاق البراعم النافرة، وغيوم الصبح فوق الجبال) هي صور عمودية تتدفق في النفس، وتبعث فيها روح الحياة والأمل، كما هو مشار إليه في القصيدة، حيث في المقابل تنتشر الجبال، ومعها غيوم الصبح بشكل أفقي، لتتقاطع تلك المسارات في محيط هذه النفس، التي ديدنها التعلق بجمال الوجود.
وهذا يعني أن الإبداع لا ينفصل عن لغة الوجود وحقيقة الارتباط الوجداني به، إذ أن النفس البشرية وعالمها التكويني جزء لا يتجزأ من هذا الامتداد الهائل الذي يحيط بنا، لعلنا نغوص في فضاءاته العميقة ولأجل أن تبقى حقيقة هذا الوجود عامرة ومشرقة هكذا إلى الأبد، كما جاء في نهاية النص حيث مخاطبة النفس:
"كوني طوال العمر في بهجة ما دمت في قلبك حبا مذاب"
***
عقبل العبود