أقلام حرة

جودت العاني: إتفاقيات وإتفاقيات مقابلة وماذا بعد..؟

لم تنشأ الاتفاقيات وتظهر على المسرح السياسي من فراغ، إنما تحيكها قوى واحداث قد تأخذ شكل التطويق والحصار الأستراتيجي.. اتفاقية تتوجه نحو الشرق وإتفاقية تعقد في الخلف من الشمال تحاصر الهدف.. والشرق وخلفه يقع في اطار استراتيجية كبرى تدار من خلال احكام ذات طابع سياسي وعسكري يستند الى سيناريوهات ومخططات وقنوات تعقب الفعل ورد الفعل واحتمالاتها وتوقعاتها.. فهي في كل الاحوال مطوقة بقانون (القوة) و (أرادة القوة) ولا مجال للحديث عن كرامة الحق في العدوان بحجة الدفاع عن حق الكرامة. هذه المفردات والأحاديث والثرثرات البائسة معدة للإستهلاك الداخلي الذي لا جدوى منه ما دام الوعي قد بلغ مستواه ولم تعد تلك المقولات قادرة على طمس معاناة الناس منذ عام 1979 ولحد الآن.. ازاء معادلة مستهلكة (التسليح وصناعة السلاح وابراج الصواريخ ومنصاتها وذخيرتها وتجهيز العساكر وتسليح الصبية وتدريبهم وتخريجهم للموت.. وماذا بعد؟).

هذه المعادلة طرفها المقابل جياع تنقصهم مستلزمات العيش، ومرضى يحتاجون الدواء والعناية الطبية، وجهل مطبق ينقصه العلم والتعليم والمعرفة.. فلماذا التخمة بالسلاح والتسلح؟ ولمن يوجه السلاح، ولماذا؟ هل هو للدفاع المشروع عن النفس أم للتوسع..؟ من يوقف هذا المد التوسعي ويوجه مجراه صوب جياع الداخل المأزوم لحد الغثيان..؟

***

د. جودت صالح

15 - أب 2025

 

في المثقف اليوم