أقلام حرة
صادق السامرائي: التخاطب الآلي!!

لو تسنى لأحدنا زيارة مصنع والتجوال بين آلاته لما إستطاع أن يستوعب بأن الذي إبتكر هذه الآلات وجعلها تعمل بتناسق وتضامن مخلوق إسمه الإنسان، فالمصانع أقدر على الإنجاز من البشر، فالآلة إنتصرت عليه في معظم المجالات.
ففي الزراعة مثلا، عشرات الدونمات يكفيها بضعة أشخاص يديرون المكائن من وراء الشاشات، فالماكنة الواحدة متعددة الأغراض ولا يحتاج الفلاح إلى يديه للبذار والحصاد ورعاية مزروعاته، فالآلة تكفيه، وتجعله مرتاحا ومتيقنا بسلامة ووفرة محصوله.
وفي الدوائر الحكومية بالدول المتقدمة، ما عاد الموظف يعرف، بل يتصرف وفقا لإملاءات الشاشة المضيئة أمامه، فلا يجيبك عن أي سؤال إلا بالإستعانة بها.
وداهمتنا تطبيقات الذكاء الإصطناعي وحولت حياتنا إلى مسرح للأفكار والتفاعلات الآنية المتفوقة على أدمغتنا بسرعة إستجاباتها الدقيقة.
وفي عالمٍ تتحكم به الشاشات، وتتدبر أموره الحواسب ووسائل التواصل المتنوعة، والمخترعات المتدفقة والقوى التكنولوجية المتحكمة بمصير البشرية، هل أصبح للإنسان معنى؟!!
لا يوجد جواب واضح في أفق الوعي البشري المعاصر، وستأتينا الأيام والعقود القادمات بما لا يخطر على بال وحسبان.
إنها حكاية إنبثاق العقل من رماد الجهل ومن تحت سنابك التعطيل والإلغاء، ولا تزال بعض المجتمعات غاطسة في أوحال الغابرات ومتمترسة في مستنقعات الفراغ والإنقطاع عن مياه العصر الدفاقة.
فقل: " تنبهوا واستفيقوا أيها....."
وتساءلوا: كيف لا تغوص الرُكَبُ؟!!
***
د. صادق السامرائي