نصوص أدبية
هند حاتم: طوالَ النهار.. في غيابِكَ

كنتَ تنمو على أهدابي
كالسَّنابلِ،
طوالَ النَّهارِ،
لكي أَحصُدَكَ ليلًا
بِالدُّمُوعِ،
ويَفيضُ من فَضائي
فَراغُكَ الواسِعُ،
ويَنبثِقُ الألَمُ
من هٰذهِ النُّجومِ،
وأَموتُ
حيالَ رَغبَتي
أن أراكَ… أو أَبتَعِدْ،
كأني أُراوِغُ خُطايَ إليكَ،
فلا الأرضُ تَحمِلُني
ولا السَّماءُ تُجِيرُني،
كأنَّكَ مَدى،
وأنا الوقتُ يَنفَلتُ منّي،
كأنَّكَ نَجمٌ
وأنا رُوحٌ تُطفِئُها الظُّلُماتُ،
تَعودُ إليَّ كلَّ مساءٍ
ولا تَجيء،
تُحدِّقُ في قلبي
ثم تَمضي…
وأنا،
أجمعُ ما تناثرَ من ظِلِّك
كأنَّهُ نَفَسٌ أَخِير،
أَجلِسُ في زواياكَ الغائبة،
أُحادثُ ضوءَكَ البعيد،
أُعِدُّ رسائلي القديمة،
وأَفتحُ النوافذَ على صوتِك،
وأُغلِقُها
كأنّي أُغلِقُ على قلبيَ الرِّيح،
أُفتِّشُ في الأيّامِ
عن شُرفةٍ لم تَخطُها الذكرى،
عن ممرٍّ
لم تَحفظْهُ خُطاكَ،
فلا أَجِدني…
ولا أَجِدُكَ.
***
هند حاتم الطائي - العراق