نصوص أدبية

جاسم الخالدي: ظل الحضور

لا شيء يثنيني عن النسيان

ما زال يسكن مقلتي وجناني

*

ما زال يسكن بيننا بمحبة

وينام منتشيًا بظلّ حناني

*

وعلى شغاف الباب تجلس أمه

ويفور قدر الشوق في الهجران

*

وتعود غرفته وتسال هل أتى

ام أنه في مجلس الجيران

*

ويطلّ من طيفِ المساءِ ملوّحًا

كالعطرِ يسري في دمي وكياني

*

وأنا أُخبّئ خيبتي في صمتهِ

وأمدّ أشواقي إلى عنواني

*

فكأنّ قلبي كلّما ناديته

عاد الغيابُ يردّهُ بثوانِ

*

يا شوق قلبي كيف حالك بعده

نار على نار على نيران

*

وتمرّ بي ذكراه في وجعي كما

مرت على قلب الظمي أحزاني

*

في كلّ ركنٍ كنتُ أسمع خطوَهُ

وأراهُ بين دفاتري وبياني

*

ويلومني صحبي على فرط الأسى

وانا اداري الفقد بالكتمان

*

وإذا بكيتُ، بكيتُ من وجع الحوى

لا من وداعٍ أو جفاء زمانِ

*

لكنّهُ ظلّ الحضورِ بمهجتي

يأبى الغيابَ، كأنّهُ عنواني

***

د. جاسم الخالدي

في نصوص اليوم