نصوص أدبية
حسين محمد خاطر: أغرقني بكِ يومئذٍ

يا نداوةَ الضوء!
ماذا لو نحتنا صورتنا صلاةً
في ذاكرةِ القبيلة؟
طيب!
ماذا لو غسلنا المسافةَ رعشةً
وأسدَلنا المغادرةَ نهرًا
وقطّرنا خمرَنا من القُبَل
وتأوّهْنا غنجًا
وضحكْنا في وجهِ الجيران
تَناصًّا مع الرحيل؟
بوسعنا قتلُ أولئك الغارقين
في عصفِ المسرح
لتظلَّ النافذةُ بهيجةً
أين نحن الآن من خيالِ اللاهوت؟
أيتها البحرُ المدلَّل
لنحظَ بلمحةٍ مرتجَلةٍ تمزّقُنا
وأقبيةِ العفّة،
اللعنةُ على الطهر!
اللعنةُ لنا إن نافقنا
أو أُصِبْنا بعَطَبِ القبيلة
هذا سفرٌ خالقٌ
وفي جوهرِ الحب، أنتِ
أنا قادمٌ من صحوِ شفتيكِ
لعينًا... ملعونًا... لاعنًا
ألملِمُ شظايا رائحتكِ الباقية
فوقَ الملاءة
*
كلّما أستشعرُ لذّةً فيكِ
أمُرُّ وجودًا في مخيالِ العدم
تصوّري عشوائيّةَ المعنى
إنّها قيامتُنا المؤجّلة
أنصتي لهمسِ الأبد
أحفرُ في الزمنِ دروبًا
تقودني إليكِ اعتباطًا، بعيدًا
شحيحةٌ هي الأزمنةُ حين تتعلّقُ
القصيدةُ بكِ
أشرقَ وجهُكِ، حبيبتي
حين سألتِني عن جدوى المقدّس؟
عاجلًا كالبحرِ أخبرتُكِ
أن الرحيلَ عاهرٌ
وكلَمعَةِ الحقيقةِ حين لا تَبين
خرجتْ من وجنتيكِ
حقولُ القمح
ورفرفَ الزمنُ بطيفِكِ
لشاعريَّ منّي
لماذا ينحني الرِّيحُ لوجهِ الغياب؟
حان الزمنُ الغائب، أليس كذلك؟
يقهرني جدًا أن أكون نبيذًا منسيًا
يؤلمني أن تكوني وحدكِ في ظلامِ الغرفة
مع رجلٍ أطلقتْ عليه القبيلةُ زوجَكِ
وحدي الآن أرتعدُ من العشق
أتجرّعُ شهدكِ، حالِمًا بكِ
عروسًا للعُمرِ الآتي
***
حسين محمد خاطر
كاتب روائي وشاعر من السودان