نصوص أدبية
زياد السامرائي: أبجديّة التيه

أَنْ تكونَ تائهًا في أَبجديَّةِ الكوْنِ،
غيمةٌ رماديَّةٌ وحيدة
تتراقصُ دونَ تكلُّفٍ
تتوكَّأُ على مساءٍ باردٍ
يُنقذكَ مِنْ حُلمٍ فقد نشوته
هلْ أَضعتَ النَّهرَ؟
أَمْ كُلَّما مررتَ بجدبٍ، تَهذي؟
لستَ سعيدًا بما يكفي،
لستَ سالما
عندما لا يستطيعُ القلبُ
أن يحطّم كآبته
أن ينجو من غناءٍ مرٍّ
ولو جمعتَ الشَّرقَ والغربَ،
اليابسَ والأَخضرَ
لضحِكتَ مِنْ هذا السراب
لُجّة الغياب
لهذي الحقائب المفتوحة
مشهدٌ طالَ عمرا
تكدّس بالانظار
يعجزُ عنْ صدِّ دمعةٍ
كسَرَتْ بابَ الحُزنِ
صِرتَ في الحياةِ
أَلْفَ أَلْفِ حَرفٍ
رأيتَ العواصف بأسمائها ونحيبها
بكيتَ
وما من صدى يتساقطُ
يريني ملائكتي
التقيك .. في الضفّة الأخرى من ذاك العمرِ
عطشا
يعيدني إلى أوّل صباح أرويه.
***
زياد السامرائي