نصوص أدبية

محمد السميعي: الجُـــبْنُ الباسِل!

الجُـــبْنُ يأنَفُ أنْ يَرى الأَعــرَابا

زعمــــــاءهُمْ وشعوبـــهم أَذْنَابا

*

ويَرى التخاذلَ لم يَزَلْ في ثَوبِهِمْ

عـــــــارًا يُــواري جِيـــفَةً وذُبابا

*

ويَرى الثعالبَ بالعمـائمِ واللحى

تُبْـدي خِطَـــــــابها للورى خَـلَّابا

*

وَهّيَ التي تُعطيكَ عَذْبَ لِسَانِها

وتَــــروغَ عَنْكَ..وتَصطَليكَ عَذَابا

*

ويَــــرى (مَنابِرَعَبْلَةٍ) مُكّتَــظَّةً

تلهـــــو وتعبثُ هَجّــسَةً وشَرَابا

*

وكأنَّ (عَبْلةَ) خَيـلهم وخيـالهمْ

مَنْ يَستَــحُقّ العَـــينَ والأهدابا

*

وكأنَّ مايَــجري أمـــامَ قلوبهمْ

في (غَـزةٍ) جُرحًا يَسِيلُ سَرَابا!

*

ويَرى (فَتَــاوَى المُجرمِينَ) بِحَقِّنا

وَاَقٍ لـِ(صَهْيَنَـــــــةَالأذى) حُجَّابا

*

ودَليلهــــا في كل حَرْبٍ تَرتَجي

مِنْ خَوْضِها للقــــــــاتلينَ ثَوَابا!

*

وتَشُٓــــنُّ مَـــــوتًا تَسْتَلِذُّ بِطَيْشِهِ

وتَمُـــــــدّهُ...كي لا يَــــكُفَّ رُهَابا

*

بَطْشًا..وفَتكًا...واجتِثاثَ عُرُوبَةٍ

إنّ الفَظَـــــــاعَةَ تَفضَحُ الإرهابا

*

ويَـــرى الضَّلالةَ في أَوَجِّ ضَلالِها

(أُمَـــمًا) أَحَــطُّ مكــانةً وخِطَابا

*

هي لـ(المُسيء) نوافِذٌ مفتوحةٌ

وسِيـــاحةُ اسْتِجمامِ حيثُ أطَابا

*

وعلى (البريء) نَواجِذٌ مسنونةٌ

وجَهَـــــامَةُ اسْتِهجَانِ أينما جَابا

*

ويَرى (العدالــةَ) تَسْتَخِفُّ بِعَدلِها

فيظلُّ أعمـــــى اللائحاتِ جَوَابا

*

الجُـــبْنُ فَضَّلَ أنْ يموت بَسَـــالةً

في (غَـزةٍ) مِنْ أنْ يعيــشَ غِيَابا

*

في حَضْرَة الأوباشِ يَشهَدُ مِثلهُمْ

عَبْرَ الفضاءِ (بَـــــــرَاءةً)...وذِئابا

*

و(مَجَــاعَةً) أَقـــدَامُها نَزَفَتْ دَمًا

وتَعَــــــثَّرَتْ.. وتَبَعْـــــثَرَتْ أَوْشَابا

*

قُتِلَ الذين تَرَهَّــــــلَوا..وتَجَاهَلوا

وتَحَــالَفوا ألَّا يَظَـــلُّوا (قِحَابا) !

*

بل (مَوْمِسَاتِ) يَقُدْنَ دونَ تَخَجُّلٍ

قِمَـــمًا بلاشَـــرَفٍ تَحِيـضُ لُعَـابا !

*

أولادُ مَنْ أنتُمْ؟ ومَنْ هـــو ياتُرى

شَــرْعًا(أبَـــاكُمْ) كي نَرَاهُ صَوَابا ؟!

*

هي أُمُّــــــكُمْ أدرى (بِـــهِ)..لَوْ أنَّهُ

كان (الوحيدَ) ولم يَكُنْ (أغرَابا) !!

***

محمد ثابت السُّمَيْعي

 

في نصوص اليوم