نصوص أدبية

أسامة محمد صالح: إن لم تسدها سادها

إنْ لم تسُدْها سادها مُتكبرٌ

لا يبتغي خيرًا ولا إحسانا

*

أدبًا وعلْما عزّةً وكرامةً

مالًا وباسًا يردعُ العُدوانا

*

وصِناعةً وزراعةً وتجارةً

وثقافةً تُرْنِي لها الأكوانا

*

يا ناسكًا هجرَ الحياة لجهلِه

الأخْرى وما تحتاجُهُ أثْمانا

*

متناسيًا أنّ الدّنى شرطٌ لآ

ـخرةٍ بها لا تظْلمُ الإنسانا

*

لا تعجبَنَّ غدًا إذا قالتْ لكَ

الأُخرى: لأنتَ أقلُّهم إيْمانا

*

يا نائمًا خصَّ الحياةَ بنومِه

والنّومُ سِلْمٌ يعبرُ الأبْدانا

*

ليُهَدِّمَ الأرواحَ والأذواقَ والـ

أحلامَ والإبداعَ والوِجْدانا

*

من دونِها الأحوالَ والأعمالَ والـ

عُمرانَ والبُنيانَ و البُلدانا

*

حتّى تصيرَ لمن يُقدِّمُها إذا

قامَ النيامُ لخصْمِها قُربانا

*

إذ ذاكَ يُمسي الموتُ أدنى سِلعةٍ

في سوقِ موتٍ ينشُدُ الأكْفانا

*

يا لاهيًا خسِرَ الحياةَ بلهوِه

واللّهوُ داءٌ يُخسِرُ الأوزانا

*

من طالهُ طالَ النُّهى منهُ وما

بينَ الضّلوعِ مُخلِّفًا أعْفانا

*

أرأيتَ ميْتًا سائرًا دونَ الذي

ألهاهُ لنْ تلقىْ لهُ عُنوانا

*

هيهاتَ مهما سِرتَ أنْ تلقاهُ

إلّا في بلادٍ تقْرأُ القُرآنا

*

تغْدو بأمرِ أميرِها سوقًا لها

شدَّ الزّناةُ رحالَهم ألْوانا

*

يا ساذجًا عدِمَ الحياةَ بتركِه

عِلْمَ الدُّنى لخِصامِها كسْلانا

*

مُتَقبّلًا رايَ العبيدِ بأنّهمْ

سبَقوا الشّعوبَ بعقلِهِمْ ما كانا

*

وبأنّ واجِدَها اصْطفاهُم سادةً

وعَلى الورَى أنْ يُبديَ الإذْعانا

*

مُسْتلقيًا فوقَ البحارِ مُسيّرًا

نحو الغروبِ ومُوصِلًا أطْنانا

*

مُسْتعمِلًا أثمانَها ليقرَّ عرْ

شٌ قد أقرَّ بدارِكَ الطُّغيانا

*

ومُثَـــبِّتًا في قلبِك المُنهارِ للـ

أغرابِ من خوفٍ بكَ الأركانا

*

مُسْتَكْفِيا بالنّزرِ مِن أثمانِها

لِتُعدَّ فيمنْ عمَّروا الأوْطانا !

*

واللهِ لوْ أخْليْتَ قلبكَ والنُّهىْ

من كلِّ رايٍ بثَّهُ منْ مانا

*

لأَعَدْتَهُم لزمانِهمْ لجِذورِهِمْ

خَدَمًا لمَن في الأرضِ بلْ عُبْدانا

*

ولَسُدْتَها دونَ الورىْ أرضًا سَما

والعدلُ أزمانًا تليْ أزمانا

*

يا خائنًا خانَ الحياةَ بميلهِ

لمَنَ اصْطفىْ خِصمُها سُلطانا

*

حِرصًا عليهِ لا عليْها ظنُّه

أنّ الحياةَ تكافيءُ الوُغدانا

*

حتّى تُعلِّمَه بأنّ مثالَهُ

في دينِها توصيفُهُ: قدْ خانا

*

بِمَنِ اشْترى صحبًا ستُنزِلُ حكمَها

الدّنيا بِمَن والى العدا خوّانا

*

يلقونَهُ من برجِها وبأمرِها

سقْطًا فيرجعَ للثّرى صغْرانا

***

أسامة محمد صالح زامل

 

في نصوص اليوم