نصوص أدبية

أسامة محمد صالح: لم يبقَ منها

لم يَبْقَ مِنها لنا إلا السّما سَكنا

فلْنَدْعُها الآنَ كي تستعجلَ السُّفُنا

*

ألأرضُ؟ ما ظلّ فوقَ الأرضِ من بلدٍ

إلّا وأمسىْ لتُلمودٍ فشَا وطَنا

*

ألنّاسُ؟ ما ظلّ فوق الأرضِ من بشرٍ

إلّا وعنْ نُصْرةِ الإنسانِ قدْ جَبُنا

*

ألخيرُ؟ ما ظلّ فوقَ الأرضِ من بدَنٍ

لهُ، تراهُ غدًا نجْمًا سما مَعَنا

*

ألشرُّ؟ ألشرُّ همْ لولاهُمُ لفنا

طفلًا وليدًا وما سادَ الدّنى زمَنا

*

ولا تسلْني عن المأمولِ من أمَلٍ

إلى السّما سبَقَ الإنسانَ إذْ يقِنا

*

أنْ لا بقاءَ لهُ والياسُ غالبُهُ

في كلّ قلبٍ لهُ من يأسٍ امْتُحِنا

*

و يعْلمُ الأملُ المسلوبُ موطنُهُ

بأنّنا لم نكُن من شدَّ أو طعَنا

*

لكنَّهُ لم يزلْ بالطّعنِ في مُهجٍ

ما سلّمَتْ بانتصارِ اليأسِ يظلمُنا

*

لو يعلمُ الأملُ المجروحُ في شمَمٍ

بأنّنا لم نُغلِّبْ ندَّ صاحبِنا

*

وإنّما غلَّب الياسَ الذي كمَنا

فينا هَوَانُ أخٍ في دارِهِ امْتُهِنا

*

وخشيةُ السّيفِ من روسٍ تساقُطُها

لم يمْنَعِ السّيفَ من إهدائها الهُدَنا

*

وخشيةُ الأمسِ من آتٍ تبسُّمُهُ

لم يمْنعِ الأمسَ من بيعِ العِدا غدَنا

*

وخشيةُ الإنسِ "جدعونًا" تقزّمُهُ

لم يمنعِ الإنسَ من تسليمِهِ المدُنا

*

وخشيةُ الجنِّ شيطانًا تراجُعُه

لم يمنعِ الجنَّ من إعطائهِ الثّمَنا

*

بعدُ السّما؟ لا أرى أنّ السّما بعُدتْ

لكنّنا خلَفٌ في دينِه فُتِنا

*

أهلُ السّما؟ أهلُنا، خيرُ النُّفوسِ همُ

وليسَ للخيرِ عنْ خيرِ النُّفوسِ غِنى

*

والشرُّ في علْمِهِمْ بالأرضِ قد عُجِنا

مولودُها هوْ وفيها عاشَ وانْدَفَنا

*

قد أسْكنوا في السّما أمالَهم ودنَوا

بالذّكر من خالقٍ أدناهُمُ وَدَنا

*

كيلا يزاحمَها يأسٌ ويغلبَها

بما لدَيهِ  كيأْسٍ قد أطاحَ بِنا

*

إذا أحاطَ بهِمْ شرٌّ تُناصرُهُ

أرضٌ بأوجُهِ خلْقٍ سَوَّدوا الوثَنا

*

فأينما تجدِ الأوثانُ صانعَها

تجِدْ شرورًا ويأسًا من أخٍ وَهَنا

***

أسامة محمد صالح زامل

 

في نصوص اليوم