نصوص أدبية
محمد السميعي: ماذا أقولُ؟!

ماذا أقولُ ولمْ يَعُدْ
إلا الكلامُ يعيدنا بتأفُّفٍ
ويد الزمان بِصَدْرِها
غَدْرٌ يُفَتِّشُ عَنْ شَذَا إِنسانِ
*
ماذا أقولُ.. وبَسْمَتي ضَمُرَتْ
وفمي الطليقُ مُعَطَّلٌ
في مُقْلَتَيهُ أَسًا..أَسًا
والصَّمْتُ يُضْرَبُ حَوْلَهُ صَمْتاً
فَيُطْبِقهُ بأمريكانِ!
*
ماذا أقولُ .. وكل شيءٍ فاتِرٍ
ودم الصحافةِ باردٍ
لا يَسْري إلا
في نَدَى الإعلانِ!
وهيئةٍ مُعْتَلَّةٍ
في هيئةٍ عليلةٍ
في هيئةٍ مَطويةٍ
بعمامةِ البُطلانِ
ومجالسٍ تبيعُ فينا وتَشتري
ومنظماتِ لغوثِ أوربا
من النقصانِ!
*
ماذا أقول .. لتنتهي
حِقَبُ الظلامِ وتنطوي
صفحاتِ هذا القهرِ والحرمانِ
وتضئُ وَجْهَ الأَرضِ أنوارُ السَّلامِ
ويُولَدُ الزمنُ البريءُ مُبجَّلًا
ليعيشَ إنسان التقى بعفافِهِ مُتَرَفِّعًا
عن كل ذي سُلطانِ.
عن كل ما يدعوهُ خَدْشَ حياتِهِ
فيحيقهُ بمرارةِ الخُسرانِ
ويظل يحشو رأسهُ - مُتباهيًا -
بقذارةِ الحُكَّامِ...والإخوانِ !
*
هو هكذا الإنسان يَصْنَعُ نَفْسَهُ
يَمحو ظلام الكفرِ بالإيمانِ
يَسمو بأُمَّتِهِ السماء
وأرضهُ حريةً
برحابةٍ...وتَفَانِ
*
آااهٍ من الآلامِ طالتنا
وباركها العِدا:
صُهْبُ السِّبالِ
وأشعلوا .. بأمانِ
قتلى هنا...
جرحى هناك...
هنا ضحايا عِصابةٍ...
وضحايا كل جبانِ
وهنا .. هناك
اسْتَنْزَفَ الفُقْدانُ قَرْنًا
نازح الأوطانِ !
وتَداعَت الأعذارُ تَشْرِبُ نَحْْبنا
أعذارنا
فاقتْ حدود المُمكِناتِ
وجاوزَتْ...
بِتَصَنُّعٍ..ودِهَانِ !
*
أنَظلُّ لامعنى لنا أبدًا
وفي مَقْدُورِنا :
تحقيقُ حُلْمِ ضَمَانِ
إشعال شمعةِ في ظلامِ المُعْسرينْ
مَدّ أُسطولاً
من الأيدي المباركِ بَسْطُها
تحديدَ نَسْلِ حُروبنا
تبديدَ خوفِ عُرُوبةٍ
بتَلاحُمٍ.. وحنانِ.
*
ماذا...وماذا لغُرْبةٍ كَلَّاحَةٍ
وفهاهَةٍ
ورصيفِ أُسْرَةِ فَاقةٍ...
ولِعاكفِ الأحزانِ.
*
آااهٍ..من الآلام طالتنا
وإنَّهُ لمْ يَعُدْ
إلا الكلامُ يعيدنا بتأفُّفٍ
ويكيدنا بهوانِ
ويكيدنا بهوانِ !
***
محمد ثابت السُّمَيْعي