نصوص أدبية
ليث الصندوق: "فيروز"

كلّ كا أفتقِدُهُ أجدُهُ في صوت فيروز
ما دامتْ بابُ خِزَانة الذهب مفتوحة لي
فلن أعْدَمَ الشبابَ ولا الحبّ ولا الجمال
ربما تُغطّي العمرَ زهورُ القطن البيض
لكن ربّ زهرةٍ حمراء
ستطلّ من وسطها باسمة بأسنانٍ هازئة
**
صوتها يتناهى لسمعي من داخل قلبي
فقلبي هو جهازُ مذياعي
ولمذياع قلبي مفتاحُ تشغيل
وبطارية تنبض
ومع كلّ نبضة يتوهج المذياع بصوت
يُنيرُ ملايينَ القلوب المظلمة
أينما أدرتُ مؤشرَ المذياع لا أسمع سواها
ربما لأن فيروز لم تكن في بيروت
بل كانت تجلسُ على أريكة داخل صندوق المذياع
أي داخل قلبي
إلى الحرب رافقتني فيروز
كان البعض يحشونَ جلودهم بقوالب الخرسانة
بينما هربتُ أنا إلى النهر
لأغسلَ ما علقَ بقلبي من الطين
نصفُ قلبٍ هو ما تركته لي الحرب
أما ما تركه لي الحب
فشفاهٌ ممزقة من عُنف القبلات
ودموعاً بالرغم من الملوحة
ما زالت صالحة للسقي
لكن كلما انخفضت مناسيب الدموع
جئتُ لفيروزَ
لتمنحَ طفولتي جرعة من الحليب
**
صوتها علمني أوّلَ درسٍ في الحب
ولم يتركني أخوضُ التجربة منفرداً
بل رافقني منذ أول قبلة
وكان يحثّني على المزيد من القبلات
فرياحُ الثلج عاتية
وإدامة النارُ تتطلبُ المزيدَ من الحطب
***
شعر: ليث الصندوق