نصوص أدبية
مامند محمد قادر: البديل

في الساعة الخامسة صباحاً رنٌ الهاتف، كان رقماً لا يعرفه، وصوتاً بلا ملامح.
- السيد كريم؟
- نعم، من المتحدث؟
- تم اختيارك، انت البديل.
- عن من؟
- ستعرف حين تبدأ.
ثم انقطع الخط.
في الساعة السابعة وُضعت امام باب شقته حقيبة، بداخلها /
* مفتاح
* بطاقة هوية باسم (رائد كمال)
* ورقة كُتب عليها:
برنامج اليوم /
06:47 - الاستيقاظ
07:15 - فنجان قهوة
08:00 - الخروج بصمت
08:35 - الجلوس على المقعد السادس في الحديقة العامة
09:00 - الأبتسام للكلب رقم 4
لم يفهم، لكنه نفذ.
في اليوم الاول، مشى كما طُلب منه، لم يحدث شيء.
في اليوم الثاني، تكرر كل شيء بنفس الطريقة، بنفس الاشخاص، ونفس الكلب.
كلب بني صغير، يعبر الحديقة، يقترب من المقعد السادس، ثم ينظر اليه لثانية ويمضي.
في اليوم الثالث، سمع رجلين يتحدثان خلفه:
- هل هذا هو البديل الجديد؟
- يبدو انه التزم جيداً.
- أفضل من الذي قبله، ذلك الذي كان يسأل كثيراً.
اراد ان يلتفت اليهما، لكن جسده لم يتحرك. لم يعرف لماذا.
مرت الايام...
الورقة تجدد كل صباح، الجدول يصبح اطول:
* زيارة قصيرة لمحل النظارات دون شراء شيء.
* ترك مظروف فارغ على مقعد خشبي.
* النظر الى المرآة لمدة 40 دقيقة.
في احد الايام، حاول ان يسأل المرأة في مقهى صغير عن شيء، فأبتسمت وقالت:
البديل لا يتحدث الُا اذا طُلب منه.
ثم في صباح احد الايام، جلس على المقعد السادس كعادته، فوجد رجلاً يجلس هناك قبله. يشبهه كثيراً، يرتدي نفس المعطف، ويحمل نفس الورقة.
قال الرجل دون ان ينظر اليه:
- لقد كنتَ جيداً.
- من انت؟
- انا البديل الجديد.
و قبل ان يرد، رن هاتفه، نفس الرقم، نفس الصوت:
- شكراً. لقد تم استبدالك.
- لكن، من كنتُ؟
- لا احد، فقط بديل.
عاد الى شقته، فوجد الباب لا يُفتح بالمفتاح. والبطاقة لا تطابق صورته. وجهه في المرآة بدا غريباً.
حاول الاتصال باي شخص، فلم يجد رقمه مسجلاً في أي مكان.
و في المساء، جلس في الحديقة، على المقعد السادس، راقب مرور الكلاب، دون ان يعرف ايها كان رقم 4.
***
قصة قصيرة: د. مامند محمد قادر
شاعر وقاص عراقي كوردي