نصوص أدبية

أسامة محمد صالح: أخي

تعي موتي ولا تستلُّ سيفًا؟

ولا تُذكي هياجًا أو حَراكا؟!

*

ومِن طُرُقاتِ بيْتكَ مرَّ جُوعي

الذي يقْتاتُ يأسًا من ثَراكا

*

ومن يدري؟ أما كانَ انكفى لو

سمَحْتَ لهُ بشيءٍ من حَساكا؟!

*

ومُنشغلًا و مُنفعلًا أراكا

بما لمْ يُرْدِ في الدُّنيا عَداكا

*

ومُبتذلًا و مُنحنيًا ليصفوْ

زمانٌ مدّ إذ مدُّوا عِداكا

**

ومُغتربًا ومُتّبِعًا ليعفوْ

غروبٌ لا يرى خصمًا سِواكا

*

ومُشتغلًا ومُجتهدًا ليهدا

جليبٌ أمْنُهُ يعْني فَناكا

*

أيا ذاتَ الدّمِ الجاري بنَفْسي

مَن المجروحُ إذْ هدَروا دِماكا؟

*

أيا حدّ الرّجا من دونِ ربّي

مَن المرجوُّ إذ هدَموا رَجاكا

*

أيا باسًا به اسْتَقْوَتْ قُوايا

مَن الإعصارُ إذْ خارتْ قُواكا

*

أيا صوتًا به يعلو ندائي

مَن الرعّادُ إذ كتَموا نِداكا

*

أيا نورًا بهِ يُجْلى طريقي

مَن البرّاقُ إذ أخبَوا سَناكا

*

أخيْ في اللهِ و الإعْرابِ جُوعي

ترعْرَعَ في حِمى نهَمٍ دَهاكا

*

وغمّي أصلُهُ غمٌّ سَباكا

و موتي أصلُهُ موتٌ طَواكا

*

أخي في الأرضِ والتّاريخِ صوْتي

تخلّقَ في صدى صمتٍ عَلاكا

*

وسهْمي عُذْرُه سهمٌ رماكا

وردِّي أمْسهُ ردٌّ رَداكا

*

أخي صدّقتَ أنّي ما أرادوا

بجوعٍ عينُهُ تَرعىْ حَشاكا

*

أخي صدّقتَ أنّي ما أرادوا

بنارٍ دخْنُها يُخفي سَماكا؟!

*

وأنّ مدايَ ما يرجونَهُ في

رسومٍ عرضُها يُلغيْ مَداكا

*

وقد صدّقتَ أنّ دمي سيُغني

وُحوشًا في دَمي ذاقتْ دِماكا؟!

*

وأنّ مَنيّتي تعْني بقاكا

وأنّ خصاصَتي تعْني ثَراكا

*

أخيْ أنا لسْتُ غزّيا إذا ما

المعاني أسْقَطتْ كوني أَخاكا

*

أنا الخيلُ التي حمَّلْتَها ما

بهِ صارتْ يدَ الدّنيا يَداكا

*

تركْتَ الخيلَ في الأصقاعِ قالتْ

دميْ في اللهِ يابن أبي فِداكا

*

أنا البيْتُ الّذي أنْشَدْتَهُ لل

دُّنى فغدا هوى الدُّنيا هَواكا

*

عزلْتَ البيتَ عن دُنياهُ  غنّى

أسايَ أساكَ والمرْجوْ هَناكا

*

أنا الهدْيُ الذي علَّمْتَهُ لل

ورى فغدا بهِ يخْطوْ خُطاكا

*

جعلْتَ الغيّ من ذا الهدْي صلّى

ليُرفعَ عنكَ ما أعيا هُداكا

*

أنا الأيديْ التي سَبَقتْ سواها

مُلَبّيةً لكي تُعلي بُناكا

*

وحينَ علا البناءُ غَدا بَقاها

بِداركَ عائقًا يُبطي رَخاكا!!

*

فما اعْتَرَضتْ ولا انْتقَدَتْ ولكنْ

بخيرٍ لم تزلْ  تروِيْ سَخاكا

*

ألبّيك التي لم نحيَ إلا

بها هذي أمِ الموتُ اشْتَراكا

*

أفي لبّيكَ تخشاها الدُّنى أم

بأخرى تحتها ذلٌّ أراكا

*

"فلا أخزاك في الدّارين ربّي"

دعائي فادّكرْ واقبَلْ أخاكا

***

أسامة محمد صالح زامل

 

في نصوص اليوم