نصوص أدبية

مجيدة محمدي: تَكشّف

لا يمكنني أن أتذمّر،

فكيف يشكو القلبُ وهو يطفو ،

في بحرٍ ماؤه من عطاءٍ لا يُحصى؟

كيف تضيق الروحُ وقد سُقِيَت

من نبعِ رحمةٍ لا ينضب؟

*

أنا الغافلةُ التي مرّتْ على النِّعَم

كما يمرّ العابرُ على حدائقٍ مطرّزةٍ بالعطر،

ثمّ لم يلتفتْ ليقول ، شكرًا.

*

لكنّ الله،

المنعِمُ بكرمه ولطفه،

ظلّ يُفيضُ عليّ من خزائنِ غيبه،

كمن يُطعمُ طفلًا غافلًا

ويغطيه برداءٍ من دفءٍ وهو نائم.

*

إنّ الخطوب ليست سيوفًا مسلّطة،

إنّها أبوابٌ خفيّةٌ يُدخلنا الله منها

إلى قاعاتٍ من الفهم،

إلى سكينةٍ لم نكن نعرفها،

إلى حوارٍ صامتٍ مع السّماء.

*

فكلّ ما يأتي من الله جيّد،

حتى ما نراه جرحًا

إنما هو نافذةٌ أخرى للضوء،

وكلّ دمعٍ ينحدرُ منّي

هو حبرُ صلاةٍ مكتوبةٍ في الغيب.

*

فلا مجال للشكوى،

ولا حيلة للغضب،

إنّما نحنُ قلوبٌ على مائدةِ اللطف،

تتعلّمُ ببطءٍ

أن تُسمّي كلّ ما يجيء ،

خَيْرًا.

***

مجيدة محمدي

في نصوص اليوم