نصوص أدبية

محمد محضار: القهوة المُرّة

مع فنجان قهوة مقعر

شربت مرارة كهولتي

ومضيت أعدُّ بغضب

سلاسل انكساراتي

وكل ما ترتّب عن ذلك من سوء تقدير

وانفلات لا يقاس إلا بركام حيرتي

للمرة الألف ..

أسقط

أصرخ

بلا صوت

أشرب

من نبع الكآبة

أعلن

موت حلمي السريري

أفترش

الألوان والظلال

أستعير

بدلة  "TERGAL" القديمة

أنزل

لشوارع المدينة

أصافح

المساء المهادن

وأسأل

عن مقالة كتبتها بجريدة " المحرر "

الممنوعة

ودفعت ثمنها نقدا في ميزان الحسنات

2

عندما عدت إلى مسقط رأسي أخر مرة

مستني أوجاع الذكرى

وارتعشت روحي خجلى

تنسمت عبير الشوق الوردي

وأنا أعبر شارع " الأيام الخوالي"

غابة الكاليتوس هادئة

وأشجار العرعر تعانق المغاني

حبيبتي كانت تبزغ في الليالي المقمرة

نتقاسم الخطى ونحتفي برومانسية

الزمن والمكان

نشرب من ماء الحب الكِفاية

ونوزع همساتنا على عصافير المدينة

3

مدينتي تبرأت من خطواتي

أعلنتني متمردا وسلمتني

لمحاكم التفتيش

قيل في محضر التسليم

"مشاغب يقرأ الشعر في وقت السحر

يبحث عن الزمن الضائع تحت سقيفة بني ساعدة

ويسأل عن معطف غوغول  ومسخ كافكا

ويحرض على قراءة الثالوث المحرم

وينصت لكشك في أوقات الفراغ

وأحيانا يقرأ الروض العاطر في نزهة الخاطر

ويعَرّج على صحيح البخاري

ثم يختم برأس مال  ماركس "

4

في كل زقاق جاسوس يترصدني

وفتية يوزعون صُوّري

وشاهد زورٍ يقول:

" إنَّه يُعلّم الصبية لغة العصيان"

ويقرض الناس قرضاً غير حسن

أستطيع أن أقول أنني أمارس لعبة

الظهور والاختفاء

أكلم نفسي

أستعير قناعا

لإخفاء ملامح هزيمتي

وتمويه شخصيتي

أتوارى خلف خيال أحلامي

أرسم زهرة للنسيان

أرسم طريقا للغياب

ثم أختفي بهدوء

***

محمد محضار 1 شتنبر 2025

 

في نصوص اليوم