نصوص أدبية
محمد محضار: هل تسمعني؟؟

أنا الطفل العابر للقارات
والفرح الساكن في قلوب العذارى
والمجد المنسي في لحظة عبير
هل تسمعني؟؟
أنا الفتى السابح في ملكوت الشوق
والشهوة البكر في مرابع الذات
همسة تتكرر
بَسمةٌ تتجدد
إِمساكٌ عن الغضب
تَجَاوُزٌ عن المَشَاعر الفاترة
إعلانٌ عن هُدنة مقيّدة
هل تسمعني؟؟
تريّثْ قليلا
أُخْبِرك
أنَّني عابرُ سبيل
قادم من بلاد الضَّباب
أبحثُ عن ملاذ
يستر غربتي
أستبقٌ الزمن لتجاوز محنة التفكير
في المجهول
تريّث
أُخبركَ
أنني صَنَّاجةٌ المنبوذين
وصعاليك أخر الليل
الساقطون من كُنَّاش الحالة المدنية
في لحظة سهو
هل تسمعني؟؟
أنا الكهل الذي "يسعل" في ناصيّة الشارع
أنتظر حافلة "المشبوهين"
وأتلهى بالحَفر في تجْويف حمأة الذاكرة
لن تتراجع الأيام عن جُورها
لن يأتي "غُودو"
وسيطول الانتظار
لن تهدأ الأمواج عن غدرها
لن يبلغ الحلم مداه
ويستمر ضنك السِّنين
هل تسمعني؟؟
التاريخ يشهد أنني خسرت الرِّهان
وأن الخريف يبتسم في وجهي
ويذكرني بأحلامي المنكسرة
وبقايا أشواقي التائهة
الأن
سأتراجع بهدوء عن رغباتي
الخفية
وأستسلم لطعم المرارة ولذة الحزن
سأطالب بجدولة أوجاعي
وإعلان إفلاسي
هل تسمعني؟؟
أيها الراقص على رعشات
قلبي
ها قد أعلنت ضعف قوتي
وقِلة حِيلتي وهواني على الناس
ها قد صرت سقط متاع
في كرِار الأيام .
وعلامة تعجب تحتاج لتعريف
في قواميس المهمشين
ها قد تسللت “برودة “ الحياة
إلى عظامي
وسكن الوهن أوتار عضلاتي
وخذلتني تداعيات السنين
***
محمد محضار
18 شتنبر 2025