نصوص أدبية

نسرين إبراهيم: حبريات جافة..

ظلي الذي لا يشبهني

 يخترق ظله جسدي، فيصبح ظلي الأبدي، يرافقني حيث أكون، كأنه لم يرحل، بل سُجن في زوايا الروح المظلمة..

أما ظلي الذي لا يشبهني.. صار مثقلًا بالحنين.. أحيانًا تسبقني خطواته، وكأنه يعرف الطريق إلى الغياب أكثر مني.

حاولت أن أستعيد ملامحي القديمة، ولم أجد سوى ملامح لا تشبهني

أما خطواته، فكأنها صدى أيامٍ لن تعود ابدا.. حتى الضوء صار يخترقني بخفة، كأنه يخشى أن يوقظ ظلي من حزنه، أو يذكّرني بأنني ما زلت هنا…

وهو هناك.... حبريات جافة..

**

 وجع علاجه نشيد الوطن...

وجعٌ لا يرضى بالدواء..

وجعُ الرأسِ هذا…

عنيدٌ، مُترفٌ، لا يُشبه اي وجع، كأنّه لا يريد أن يزول، إلا إذا عُزفت له موسيقى تشبه نشيد الوطن.

موسيقى لا تُعزف إلا بأصابع أمي…

تلك التي كانت تهمس للحرارة أن تنخفض، وللقلق أن ينام، هو لا يريد حبة دواء،

ولا ضوء غرفةٍ معتمة، ولا كوب نعناع فاتر.

يريد أن تمسح يدها على جبيني، أن تهمس لي بكلمات لا أفهمها… لكن جسدي يفهمها.

يريد عطر يديها، دفء كفّيها، وصوتها وهي تقول:

"دلّلو.. "

بصوتها الذي كان وحده كافياً ليُطفئ كل نار.

لكنها بعيدة

والألم قريب...

***

د. نسرين ابراهيم الشمري

في نصوص اليوم