نصوص أدبية

جليل المندلاوي: في حضرةِ الألم

في حضرةِ الألمِ العتيد تمزقت

وتبعثرتْ روحي كطيفٍ مبهمِ

*

خلعتْ يدايَ مسافريها مُذ رأتْ

ليلَ الأسى يمضي بِقلبي المُعتمِ

*

ومشيتُ حتى بانَ ظلّي في الدجى

وتهدّلتْ لغتي وضاعت في فمي

*

لا الحرفُ يُنقذُني، ولا صوتُ الندى

يشفي الجراحَ إذا تنامَت في دَمي

*

في حضرةِ الألمِ ارتديتُ تأمّلي

وتركتُ صوتي بين قبو مظلمِ

*

ومشيتُ نحو الليلِ وحدي هائمًا

أستفهمُ الظلماتِ عن وجهي الضّمي

*

سقطتْ ممالكي، وتاهتْ خطوتي

واختلَّ ميزانُ الشعورِ المُبهَمِ

*

كلُّ الحياةِ تحوّلتْ في ومضةٍ

لرؤىً تفرُّ من العيونِ وتسقمِ

*

يا من تُؤرّقني، وتقضي مضجعي

ما بينَ اجهارٍ وصمت محكمِ

*

هل كنتِ طيفا؟ أم شهابًا عابرًا؟

شقَّ الظلامَ ولم يُفارقْ أنجُمي

*

لكنني رغمَ انطفاءِ قصائدي

رغمَ انكساري رغم ذاك الألمِ

*

ما زلتُ أرجو من شتاتي لحظةً

تُحيي الفؤاد وتستفزُّ الأبكمِ

*

فانهضْ، وكنْ مثلَ الجبالِ شامخا

واصنع منَ اليأس طريقَ المُلهِمِ

*

واكتبْ على الجرحِ العتيقِ بلهفة:

من ها هنا كان.. انبثاق الحلمِ

***

جليل إبراهيم المندلاوي

في نصوص اليوم