نصوص أدبية

سُلَيْمَان بْن تَمَلِّيست: كَفَانِي الشِّعْرُ

كَفَانِيَ الشِّعْرُ خَمْرًا فِي شَبَابِي

هُوَ الشَّهْدُ المُعَتَّقُ فِي شَرَابِي

*

بِهِ اسْتَمْتَعْتُ فِي سِرِّي وَجَهْرِي

وَفِي حُلُمِي الْمُوَلَّهِ بِاصْطِحَابِي

*

وَفِي حِلِّي وَفِي التَّرْحَالِ أَمْسَى

رَفِيقَ الدَّرْبِ دِيوَانِي كِتَابِي

*

وَفِي فَرَحِي وَفِي شَجَنِي اصْطَفَانِي

وَمَا كَانَ المُرَشَّحَ لِلْغِيَابِ

*

مَزَارَ الحُبِّ كَانَ وَمَهْدَ عِشْقٍ

أَسَالَ الوَجْدَ مِنْ كَنَفِ السَّحَابِ

*

هُوَ البَرْقُ المُضِيءُ سَمَاءَ فِكْرِي

هُوَ الإِحْسَاسُ وُقِّعَ بِانْتِخَابِي

*

فَمَا أَشْهَاهُ حِينَ يَجِيءُ لَيْلًا

يُغَازِلُنِي وَيُفْقِدُنِي صَوَابِي

*

يَدُقُّ القَلْبَ يَدْخُلُ دُونَ إِذْنٍ

وَيَكْتُبُنِي عَلَى وَرَقِ العَذَابِ

*

تُبَرْعِمُ مِنْ لَظَى حِمَمِي وُرُودٌ

مَتَى ازْدَانَتْ تَرَاءَتْ كَالزَّرَابِي

*

وَضَمَّدَتِ الجِرَاحَ بِمَسِّ حُسْنٍ

يُرَى لِلْعَيْنِ خَمْرِيَّ الخِضَابِ

*

فَيَا شِعْرِي تَرَفَّقْ بِي قَلِيلًا

وَكُنْ سَنَدِي إِذَا اسْتَعْصَى مُصَابِي

*

وَكُنْ لِلْعَاشِقِينَ مُدَامَ عُمْرٍ

يُتَعْتِعُهُمْ لِيَحْتَفِلُوا بِبَابِي

*

وَلَا تَحْرِمْ صَفِيَّكَ مِنْ هَوَاهُمْ

فَبِي ظَمَأٌ وَذَا زَمَنُ السَّرَابِ

***

بقلم: سُلَيْمَان بْن تَمَلِّيست

جربة - الجمهورية التونسية

 

في نصوص اليوم