نصوص أدبية

مجيدة محمدي: سأمارس حقي.. في الكسل

اليومَ، سأمارس حقي في الكسل،

كاستعادةٍ بطيئةٍ لملكيّة الروح،

سأجلسُ حيثُ لا ساعةَ تُحدِّق في معصمي،

ولا قائمةَ واجباتٍ

تجرّني من ياقة الصباح.

سأدعُ الوقتَ يتثاءبُ مثلي،

ويُسقِطُ عن كتفيه

معطفَ الاستعجال.

*

سأمارسُ الكسلَ كمن يُصلّي بلا كلمات،

كمن يُصغي لنبضه،

وهو يتراقص من جديد.

سأتركُ الأفكارَ غيرَ مكتملة،

الجُملَ مفتوحةً على هواءٍ طريّ،

والقلقَ معلّقًا

على مسمارِ الأمس.

*

اليومَ

لن أُقنِعَ العالمَ بأنني جديرٌة بالضوء.

سأكونُ فقط

كائنًا يتنفّس

دون شهادةِ حضور.

*

سأمارسُ حقي في التباطؤ،

في النظرِ طويلًا إلى فنجانِ القهوة

كأنه مجرّةٌ صغيرة،

وفي الإصغاءِ إلى الصمت

حين يتكلّم أخيرًا

بصوتٍ يشبهني.

*

سأُهملُ الركض،

وأُتقنُ الجلوسَ داخل نفسي،

وأمنحُ الجسدَ فرصةَ أن ينسى

أنه كان آلة،

وأن هذا الكسل

فسحة عدلٍ مؤجّل،

أستردّ بها اسمي

من بين أسنانِ الأيام.

***

مجيدة  محمدي

 

في نصوص اليوم