نصوص أدبية
مجيدة محمدي: "شمعة المنيرفا"
لي عادةٌ تشبهُ صلاةً سرّيةً
أؤدّيها حين يثقلُ الليلُ على نوافذِ الروح.
أجمعُ بقايا الشموع،
التي بكتْ حتى القاع،
أصابعَها المبتورة،
أعمارَها القصيرةَ التي انطفأتْ
قبل أن تُكملَ معنى الضوء
*
أضعُها في إناءٍ زجاجي ساخن،
أتركُها تذوبُ
كما تذوبُ القناعاتُ القديمة
حين نكفّ عن الدفاعِ عنها.
*
أصبُّ الشمعَ المنصهرَ
في قالبٍ جديد،
كمن يسكبُ قلبَه
في هيئةٍ أخرى
أكثرَ احتمالًا للحياة.
*
حين تتصلّبُ الشمعةُ
أدركُ أنني
نجوتُ مرّةً أخرى
من تعريفٍ جاهزٍ لليأس.
*
شمعةٌ جديدة
تنهضُ من رمادِ أخواتِها،
متعدّدةُ الألوان
كمدينةٍ نجتْ من الحصار،
لا تسألُ عن ماضيها،
ولا تعتذرُ عن اشتعالها.
*
أشعلُها
فتتراجعُ الجدرانُ خطوةً،
ويستعيدُ الهواءُ ذاكرته،
وتصيرُ الظلمةُ مجرّدَ
سوءِ تفاهمٍ عابر.
*
أصوّبُ نظري في قلبِ السواد،
أثقبه بإبرةِ المعنى،
وأتركُ للضوءِ أن يتعلّم
كيف يولدُ من حطامه.
***
مجيدة محمدي






