قضايا
محمد الدسوقي: فلسفة الجَمال والحياة اليومية

بداية الفلسفة بعيدا عن التعريفات التقليدية، هي نشاط عقلي هدفه تفسير وتحليل كل ما يحيط بالإنسان ونقده آملاً في تغيير الواقع إلي الأفضل، والجمال هو كل ما تشاهده النفس وتستحسنه ويسبب لها السرور والسعادة فهناك الجمال المادي المتمثل في الفنون الجميلة المختلفة، وهناك الجمال المعنوي المتمثل في الموسيقي .
اما بالنسبة لفلسفة الجمال، سنستعين بنظرية للفيلسوف اليوناني ارسطو طاليس وهي نظرية العلل والأسباب، وهي أن كل شيء له اربعة علل العلة المادية والعلة الصورية والعلة القائمة والعلة الغائية
المادة التي صنع منها والصورة التي هو عليها والفاعلة القائم بصنعه والغائية الهدف والوظيفة التي من أجلها تم صنع الشيء من أجله، كيف ارتبطت العلة الغائية بفكرة الجمال والحياة اليومية ؟
منذُ بداية الحياة البدائية للإنسان، ومحاولته لتطويع الطبيعة لإحتياجاته ومتطلباته وشق الكهوف، عند تأملنا هذه الحياة رغم بساطتها إلا أنه أستطاع ان يضيف اللمسات الفنية والجمالية في نقش الجدران والرسومات الموجودة علي جدران الكهوف الداخلية، فقام بمحاكاة الطبيعة لتدخل عليه بعض البهجة من خلال تلك الزينة، فعندما فكر في بناء بيت يأويه من قسوة الطقس، وشق الكهوف فكان الهدف الأساسي هو صنع مبيت خاص به يحميه ولكن بجانب هذه الغاية قام بتزيين كهفه برسومات الحيوانات، وتوثيق حياة الصيد التي كان يعيشها .
وفي عالمنا المعاصر، تطور مفهوم الغائية والجمال، أصبح الإنسان المعاصر يعيش في رفاهية كبيرة، لما يصبح هناك كهوفاً بل تصاميهم هندسية ذات أشكال مختلفة أصبح لديه من الخيال ما يمكنه في حياة راقية يعمها الجمال والذي يتمثل في الملبس والماكل والمسكن، أصبح الجمال هو الجني الأنيس الذي يصادفه في كل مكان كما قال الفيلسوف هيجل، ولكن كيف أرتبطت الغائية بفكرة الجمال والحياة اليومية في الوقت المعاصر؟
بالنسبة للملبس أصبح لديه من التصاميم المختلفة والالوان المتنوعة، أليست الغاية من الملبس ستر العورة، ولكن بجانب هذه الغاية قام بإضفاء صبغة الجمال فأصبحت ستر وزينة، فالإنسان جمالي بطبعه، اما بالنسبة للمسكن، فأصبحنا نقيم بمباني هندسية بالتصاميم المختلفة، وظل إهتمام الإنسان بالجمال في تزيين منزله من الداخل من الأشكال الديكورية والأثاث الملون والمختلف أشكله، ومن الخارج من تلوين وجهات المنازل، كل ذلك من شغل الإنسان علي الجمال والفن فاصبح يدخل في أدق تفاصيل حياته، أليس الهدف من بناء البيوت والمنازل هو توفير إحتياجته من الخصوصية وتحقيق متطلباته، ولكن بجانب هذه الغاية أرتبطت بمفهوم الجمال، وكذلك الوضع في طعامه، فنلاحظ المطاعم الفاخرة الشرقية منها وذات الطراز الغربي وفنون طهي الطعام، منها الايطالي ومنا الأمريكي وغيره من الطرق المختلفة، وهذا بجانب أسلوب تقديم المؤكلات، سنجد الجمال يتجسد بصوره المختلفة في أدق تفاصيل حياة الإنسان .
***
محمد الدسوقي
ليسانس الفلسفة