قضايا
حسن عجمي: فرضية لا مُحدَّدية المعلومات

بالنسبة إلى فرضية لا مُحدَّدية المعلومات، طاقة المعلومات × صفر = صفراً. وبما أنَّ طاقة المعلومات × صفر = صفراً، إذن طاقة المعلومات = صفراً ÷ صفر. لكن الصفر مقسوم (رياضياً) على صفر نتيجته غير مُحدَّدة. بذلك طاقة المعلومات غير مُحدَّدة. ولكن المعلومات تتشكّل على ضوء طاقتها وبذلك المعلومات غير مُحدَّدة من جراء تشكّلها على ضوء طاقتها غير المُحدَّدة. من هنا، القانون السابق القائل بأنَّ طاقة المعلومات × صفر = صفراً هو قانون لا مُحدَّدية المعلومات لأنه ناجح في التعبير عن أنَّ المعلومات غير مُحدَّدة.
ينجح القانون السابق في تفسير لماذا الكون غير مُحدَّد. فبما أنَّ القانون السابق يتضمن أنَّ المعلومات غير مُحدَّدة بينما الكون يتكوّن من معلومات (كما يؤكِّد الفيزيائي جون ويلر)، إذن الكون غير مُحدَّد كأن يكون من غير المُحدَّد إن كان الجُسيم (كالإلكترون) جُسيماً أم موجة (مما يتفق مع ما تقول نظرية ميكانيكا الكمّ العلمية). هكذا ينجح قانون لا مُحدَّدية المعلومات في تفسير لماذا الكون غير مُحدَّد كأن يكون من غير المُحدَّد إن كانت الجُسيمات جُسيمات أم موجات. وهذا النجاح دليل على صدق قانون لا مُحدَّدية المعلومات.
كما ينجح قانون لا مُحدَّدية المعلومات في تفسير لماذا أيّة ظاهرة طبيعية قابلة للتفسير بتفاسير متعدّدة ومختلفة كتفسيرها على أنها متكوِّنة من ذرات مادية (كما في الفيزياء الكلاسيكية) وتفسيرها على أنها متكوِّنة من معادلات رياضية مجرّدة (كما لدى الفيزيائي ماكس تغمارك). فبما أنَّ قانون لا مُحدَّدية المعلومات يتضمن أنَّ المعلومات غير مُحدَّدة بينما أيّة ظاهرة طبيعية متكوِّنة من معلومات، إذن أيَة ظاهرة طبيعية هي غير مُحدَّدة مما يسمح بتفسيرها بتفاسير متعدّدة ومختلفة. هكذا ينجح القانون السابق في تفسير لماذا أيّة ظاهرة طبيعية قابلة للتفسير بتفاسير عديدة ومختلفة. وعلى ضوء هذا النجاح يكتسب القانون السابق مصداقيته وصدقه.
من المنطلق نفسه، ينجح قانون لا مُحدَّدية المعلومات في تفسير لماذا أيّ خطاب قابل لتفاسير وتآويل مختلفة ومتنوّعة. فبما أنَّ القانون السابق يتضمن أنَّ المعلومات غير مُحدَّدة بينما أيّ خطاب يتكوّن من معلومات، إذن أيّ خطاب غير مُحدَّد (من جراء لا مُحدَّدية المعلومات التي يتكوّن منها) مما يجعله قابلاً للتفسير والتأويل بتفاسير وتآويل مختلفة ومتنوّعة. هكذا ينجح قانون لا مُحدَّدية المعلومات في تفسير لماذا أيّ خطاب قابل لتفاسير وتآويل عديدة ومختلفة ومتنوّعة. وهذا النجاح دليل على صدق قانون لا مُحدَّدية المعلومات.
قانون لا مُحدَّدية المعلومات قانون علمي لأنه قابل للاختبار. فبما أنه يتضمن أنَّ المعلومات غير مُحدَّدة، إذن إذا وُجِدت أيّة معلومة مُحدَّدة فحينئذٍ القانون السابق كاذب. وبذلك هو قانون قابل للاختبار مما يجعله قانوناً علمياً. ولكن أيّة معلومة هي غير مُحدَّدة لكونها قابلة للتفسير والتأويل بتفاسير وتآويل متعدّدة ومختلفة مما يشير إلى صدق قانون لا مُحدَّدية المعلومات.
***
حسن عجمي