ترجمات أدبية
مرة أخرى أراد زوجي الانفصال عني

قصة: فيرجينيا فاينمان
ترجمة: د. محمد عبد الحليم غنيم
***
مرة أخرى أراد زوجي الانفصال عني. لم آخذ الأمر بجدية لأنني أعلم أننا لن ننفصل أبداً. نحن نحب بعضنا كثيراً. السبب كان كالعادة: قلة وتدني مستوى العلاقة الجنسية.
قال لي:
- أنتِ لا تشتهينني، عندما أقترب منكِ تتشنجين.
شرحت له كما لو كان طفلاً:
- لكني أشتاق إليك. وماذا عن يوم عيد ميلادك، ألم نكن معًا؟
- أيجب أن يكون عيد ميلادي حتى يحدث ذلك؟
بدأت أفتّش في ذهني عن تواريخ أخرى، قبل وبعد عيد ميلاده. كانت هناك أيام... كانت.
- وماذا عن تلك المرة التي...؟
قاطعني:
– دائمًا كأنك تقطرينها لي بالقطّارة، كأنها صدقة. عمري أربعة وأربعون عامًا وأشعر أنني ميت.
قلقت.
في اليوم الأول، خرجت لأتسوق، نظّفت البيت، حضرت العشاء، شغّلت برنامج كابوسوتو. تحدثت عن مزايا المودة، والحب غير المشروط، ومعرفة أن هناك شخصاً يمكنك الاعتماد عليه في كل شيء. رد عليّ.
- لهذا أفضّل أن أذهب لأعيش مع أختي.
في اليوم الثاني، حدّثته عن أزواج آخرين نعرفهم، مضى على زواجهم أكثر من خمسة عشر عامًا مثلنا، ورأيت كم هم منسجمون؟ لا يمارسون الجنس أبدًا. وهم يعتنون بأطفالهم و يذهبون إلى السينما والمسرح، ويسافرون… العلاقة لا تُنهار بسبب هذا...
قال لي:
- لا شان لي بالآخرين.
في اليوم الثالث، حدثته عن البيت، بيتنا الجميل، وعن تعقيد بيعه، وتقسيمه... قال:
- سأرحل أنا.
- لكن حبيبي، لديك آلاف القطع من الأثاث، ومجموعات من المجلات، والأرشيفات.
أمسكت بيده ونظرت إليه، منتظرةً أن يقول لي إنه يحبني، وأننا سنتراجع عن القرار. نظر بثبات إلى حمامة على النافذة.
في اليوم الرابع قلت:
- حسناً، سأرحل أنا.أنا امرأة مستقلة، لا أحمل أعباء، أكره الاستهلاك، أكتفي بأشياء قليلة، لا أحتاج حتى ثلاجة، سأستأجر غرفة صغيرة، ولكن كيف سأدفع كل هذا: تأمين، وشهر مقدم، وعمولة شهرين للسمسار، والمصروفات المشتركة التي أصبحت باهظة جداً، بالإضافة إلى أننا اشترينا هذا المنزل معاً. أتذكر كم أقرضتنا أختي من المال؟ أتذكر كيف أعجبنا بالفناء الصغير لنشرب الماتيه و...؟
قال:
- سأدفع لكِ إيجار الغرفة حتى بيع المنزل.
في اليوم الخامس بكيت على القطة، حملتها طوال الوقت، جروتنا الصغيرة، طفلنا المشترك، سأفتقدها، انظر كيف تمدّ كفّها الصغير إليّ. قال:
- خذيها معكِ.
– كيف؟ ألا تحبها؟ إذًا لم تحبّها أبدًا؟
دموعي على فراء القطة التي تهتز في حجري.
- سأفتقدها، لكن إذا أردتِ، خذيها معكِ.
في اليوم السادس اقترحت أن نحدد يومًا ثابتًا في الأسبوع للجنس، الجمعة، صباحًا وظهرًا ومساءً، مع مشروب، وجل، وملابس داخلية مثيرة، وألعاب....
- ما رأيك ؟
- قلتِ هذا من قبل ولم نفعل شيئًا.
في اليوم السابع:
- هل تعتقد أن الجنس هو كل شيء يا مارتن؟ هل لأنك تمارس الجنس جيداً مع شخص ما ستحصل على ما كان بيننا طوال هذه الـ15 سنة؟ هل تعرف كل الأشياء الجيدة بيننا، التي ترميها في القمامة؟ هل تظن أن العلاقة تُبنى فقط على الجنس؟
- لا، لكن حين أبني علاقة جديدة، سيكون الجنس فيها أمرًا مهمًا.
حينها حزمت حقيبتي وخرجت. وعند الباب قلت له:
- يوم الاثنين ذهبت للتسوق.
- نعم، عرفت.
- اشتريت أعواد ثقاب. علبة من نوع "غران فراغاتا". فيها أربعمئة عود.
- "......"
- لا أحتمل أن تعيش أعواد الثقاب أكثر مني ستشعل بها سخان الماء لتغتسل بعد أن تكون مع امرأة أخرى.و ستشعل بها الموقد لتُعد لها فنجان قهوة.
نكس رأسه. بدأ في البكاء. أدخل حقيبتي، عانقني، قبّلني قبلة طويلة. قال لي:
-دعينا نحاول.. إلى أن تنفد أعواد الثقاب.
(انتهت)
***
....................
الكاتبة: فرجينيا فاينمان/ Virginia Feinmann: (بوينس آيرس، 1971) كاتبة وصحفية ومترجمة.
https://www.audiocuento.com.ar/una-vez-mas-mi-marido-se-quiso-separar-de-mi-virginia-feinmann