ترجمات أدبية
منى جاردنر: حفل العشاء

قصة: منى جاردنر
ترجمة: د. محمد عبد الحليم غنيم
***
البلد الهند. مسؤول استعماري وزوجته يقيمان مأدبة عشاء كبيرة. يجلسان مع ضيوفهما - ضباط الجيش والملحقين الحكوميين وزوجاتهم، وعالم الطبيعة الأمريكي الزائر - في غرفة طعامهما الفسيحة، والتي تحتوي على أرضيات رخامية وروافد خشبية مفتوحة وأبواب زجاجية واسعة تفتح على الشرفة.
ينشب نقاش حيوى ودافئ بين امرأة شابة تصر على أن المرأة قد تجاوزت حقبة القفز على الكرسي عند رؤية الفأر وكولونيل يقول إنهن لم يكبرن.
يقول الكولونيل:
- رد فعل المرأة الثابت في أي أزمة هو الصراخ. وبينما قد يشعر الرجل بذلك، إلا أنه يتحكم في أعصابه بمقدار أوقية واحدة زيادة عن المرأة، وهذه الأوقية الأخيرة هي ما يهم.
لا يشارك الأمريكي في النقاش ولكنه يراقب الضيوف الآخرين. وأثناء نظره، رأى تعبيرًا غريبًا يأتي على وجه المضيفة. إنها تحدق إلى الأمام مباشرة، وتتقلص عضلاتها قليلاً. بإيماءة صغيرة، استدعت الخادم المحلى الذي يقف خلف كرسيها وهمست له. اتسعت عينا الخادم وسرعان ما غادر الغرفة.
من بين الضيوف، لم يلاحظ ذلك أحد باستثناء الأمريكي أو رأى الصبي يضع وعاءً من الحليب على الشرفة خارج الباب المفتوح مباشرةً.
يخطر على ذهن الأمريكي فورا . في الهند، الحليب في وعاء يعني شيئًا واحدًا فقط - طعم للثعابين . يدرك أنه لا بد من وجود كوبرا في الغرفة. ينظر إلى العوارض الخشبية - المكان الأرجح - لكنها فارغة. ثلاث زوايا من الغرفة فارغة، وفي الرابعة ينتظر الخدم تقديم الطبق التالي. لم يتبق سوى مكان واحد - تحت الطاولة.
كان دافعه الأول هو القفز للخلف وتحذير الآخرين، لكنه يعلم أن الضجة ستجعل الثعبان يهاجم. يتحدث بسرعة، ونبرة صوته آسرة لدرجة أنها تبكي الجميع.
- أريد أن أعرف بالضبط ما مدى التحكم الذي يتمتع به كل شخص على هذه الطاولة. سأعد لثلاثمائة - أي خمس دقائق - ولن يقوم أحدكم بتحريك عضلة. ومن يتحرك منكم سيخسر خمسين روبية. مستعدون!
جلس العشرون شخصًا مثل الصور الحجرية بينما كان يعد. يقول ". . . مائتان وثمانون. ... " عندما رأى بطرف عينه الكوبرا تخرج وتصل إلى وعاء الحليب،أطلق صرخات عالية واضحة وهو يقفز لإغلاق أبواب الشرفة بأمان.
هتف المضيف:
- كنت على حق أيها الكولونيل! كشفت لنا عن رجل يعد مثالاً على السيطرة الكاملة.
يقول الأمريكي، مستديرًا إلى مضيفته:
- دقيقة واحدة فقط السّيدة وينز، كيف عرفت أن الكوبرا كانت في الغرفة؟
تضيء ابتسامة باهتة وجه المرأة وهي تجيب:
- لأنها كانت تزحف على قدمي.
(النهاية)
***
.....................
المؤلفة: منى جاردنر/ Mona Gardner (1903-1998)/ ولدت منى جاردنر فى بلمار، مقاطعة مونماوث نيو جيرسي في 29 مايو 1903 في تومز ريفر.نشرت جاردنر هذه القصة عام 1941 م فى/Saturday Review .