ترجمات أدبية
وُولي شويِنْكا: ليل
للشاعر النيجيري وُولي شويِنْكا
ترجمة: نزار سرطاوي
***
ثقيلةٌ يدُك أيها الليلُ على جفني.
لا أحمل قلبًا زئبقيًا كما السَحاب
حتى أقف في وجهك
محراثُكَ الماكر يمعن في تعذيبي.
ثمّةَ امرأة، تستلقي على هلال البحر كالصَدَفة.
رأيتَ عينَك الغيورةَ تُطفئُ وميضَ البحر،
ترقص على وقع الخفقان المتلاحق
للأمواج. ووقفتُ وقد استُنزفِتْ قُواي
مستسلمًا كالرمال، والدم والأُجاجُ
يشقّان طريقهما إلى الجذور. أيها الليل، لقد رحتُ تُمطرني
بظلالٍ مُسنَّنةً تنفذ من أوراقِ رطبة
فغرقْتُ في الدفق الدافئ لخلاياكَ المرقطة
حتى أوجعَتْني أحاسيسُ لا وجهً لها، صامتةٌ مثل لصوص الليل.
خَبِئْني الآن، وحين يجوبُ أطفالُ الليل الأرضَ
عليَّ ألا أسمع أحدًا! فهذه الخلايا الضبابية
ستحطّمني؛ إذ تاتي عاريةً، بلا دعوة، عند ميلاد الليل الأبكم.
.....................
Night
Your hand is heavy, Night, upon my brow.
I bear no heart mercuric like the clouds,
to dare.
Exacerbation from your subtle plough.
Woman as a clam, on the sea's crescent.
I saw your jealous eye quench the sea's
Fluorescence, dance on the pulse incessant
Of the waves. And I stood, drained
Submitting like the sands, blood and brine
Coursing to the roots. Night, you rained
Serrated shadows through dank leaves
Till, bathed in warm suffusion of your dappled cells
Sensations pained me, faceless, silent as night thieves.
Hide me now, when night children haunt the earth
I must hear none! These misted cells will yet
Undo me; naked, unbidden, at Night's muted birth.
***
..........................
* وُولي شوِينْكا: كاتبٌ مسرحي وشاعر وروائي من نيجيريا. حاز على جائزة نوبل عام 1986، فكان بذلك أول أديب أفريقي يحصل عليها.
كان من أشد المدافعين عن مسؤولية الفن والفنانين تجاه المجتمع، ومن هنا جاء نقده اللاذع للمجتمع والنظام السياسي. ونتيجة لبعض مواقفه النضالية إبّان الحرب الأهلية النيجيرية (1967 – 1970) المعروفة بحرب بيافرا، اعتُقل عام 1967 ومكث في السجن بدون محاكمة، إلى أن أفرج عنه بعد ما يقرب من عامين.
درس اللغة الإنكليزية في جامعة إبادان في نيجيريا وجامعة ليدز في بريطانيا، التي تابع فيها دراسته العليا إلى أن حصل على الدكتوراه عام 1973. وإبّان إقامته في بريطانيا عمل لدى مسرح البلاط الملكي في لندن. وكان للخبرة التي اكتسبها في تلك الفترة أثرٌ كبير في مسرحياته.
يستلهم شوينكا أشعاره، كما مسرحياته، من الأساطير الشعبية لقبيلة اليورابا التي ينتمي إليها ومن حياته في بريطانيا وتجربته في السجن والمنفى. صدرت له عدة دواوين شعرية منها "إدانري وقصائد أخرى" (1967)، "قصائد من السجن" (1969)، "أرض مانديلا وقصائد أخرى" (1988) و "قصائد مختارة" (2001). كما صدرت له روايتان وخمسة كتب مُذكرات وعدد كبير من المسرحيات.
عمل شوينكا مُدرّسٍا في عدد من الجامعات منها جامعة كامبرج وجامعة ييل وجامعة إيموري.
يعيش سوينكا حاليًا في منزل منعزل في الغابة على مقربة من بلدة آبيوكوتا في نيجيريا.
من الجدير بالذكر أن الحكومة الأميركية أقدمت مؤخرًًا على إلغاء تأشيرته للدخول إلى الولايات المتحدة بعد أن وصف الرئيس الأميركي ترمب بأنه "عيدي أمين بوجهٍ أبيض".






