أقلام ثقافية

غريب دوحي: هيجل.. فيلسوف العقل

(.. من المؤكد انه ليس هناك شيء مؤكد..).. هيجل

هذه العبارة الفلسفية كان الدكتور عبد الرزاق مسلم الماجد أستاذ الفلسفة في جامعة البصرة يرددها باستمرار اثناء محاضراته علئ طلبة قسم التاريخ وعندما سألناه عن سر تكرار هذه العبارة قال (انا معجب بهذا الفيلسوف الألماني الكبير وبأقواله..) ولم يكن الدكتور عبد الرزاق هو الوحيد المعجب بهيجل، قال عنه (البيركامو).. (..انه المفكر الذي عقلن الى اللامعقول..)

وقال عنه (جون ديوي).. (... انه الفيلسوف الذي ارتفع بالفلسفة الى مستوئ العلم..) ووصفه (كارل ماركس) لا (بالعبقرية الكبرى التي قلبت الأشياء راساً على عقب..). وقال عنه الفيلسوف الألماني (كاو فمان)..(.. اذا كان كل من الإسكندر، ونابليون قد حاولا الاستيلاء على العالم بالقوة العسكرية، فقد حاول كل من ارسطو وهيجل سيادة العالم بالقوة العقلية..) اما الفيلسوف الإيطالي (كروتشة) وهو من انصار الهيجلية الجديدة فقد اعرب عن حبه العميق لهيجل بقولة. (.. انا لا استطيع ان أعيش معه ولأستطيع ان أعيش بدونه...) وهكذا فقد قال عنه احد الفلاسفة المعاصرين له.. (..انه ثالث ثلاثة صاغوا الوجود بأسره في أنظمة عقلية متناسقة وهم: ارسطو، والقديس توما الاكوبني وهيجل بمذهبة المثالي المطلق..) –

فلسفة هيجل.. (المطلق الهيجلي)

(.. نظم هيجل فلسفة حول نظريته في المطلق بوصفة روحاً وقد اعطى للروح معنىَ مذهبي متميز وقد اجرئ تحليلاً خاصاً لاستقلال العقل وبين الحاجة الى الروح كمبدأ مكون..). (الله في الفلسفة الحديثة ص 295).

(.. وهكذا حصر هيجل العقل المتناهي داخل العقل اللامتناهي وكانت حجة هيجل النهائية هي ان مصير الفلسفة معلق على نظرية الروح المطلقة بالاضافة الى هذه فانه هو الذي وضع أساس فلسفة تاريخ الفلسفة، واعلن انه لم نستطع ان نهتدي الى السبب الأول للعالم والحياة فاننا نستطيع على الأقل ان نهتدي الى علة عقلية للحياة فالشيئ الحقيقي هو العقل وكان يرى ان كل نقيض وان كل شي هو نقيض نفسه والانسان أيضا نقيضه وهي الطبيعة فهو في صراع مها وان ثمرة هذا الصراع هي الحرية وان هيجل كثيرا ما ذكر الروح باعتبارها مرادفة لكلمة (الله) وكان يحترم المسيحية لاعتبارها ان الله هو الروح ولكن هيجل اعلن وبصراحة عن أعجابه بالبرجوازية الألمانية الحاكمة

فلسفة هيجل احدى روافد الماركسية

استندت الماركسية على ثلاثة مصادر هي: أولاـ الفلسفة الألمانية وقد مثلها هيجل وفيورباخ ثانيا: الاقتصاد الإنكليزي ممثلا بأدم سمث وريكاردو ثالثا: الاشتراكية الطوباوية وخير من مثلها توماس مور فقد كان ديالكتيك هيجل ان اعالم في تطور بالعقل البشري وان النضال ضد الظلم يرتبط بالقانون الشامل للتطور الدائم الا ان كارل ماركس انتقده بقوله (.. ان هيجل يسير ديالكتيك على رأسة ويكفي ان يوضع على قدمية كي نجد له مظهراً معقولاً. اما مساهمة فيورباخ الذي اعلن ان الانسان هو تتويج الاعمال الطبيعة وانه يعيش في اتحاد معها، وكتب يقول (.. يؤمن الانسان بالآهة لأنه يتمتع بالخيال، ويؤمن بالكائن السعيد لانه يريد ان يكون سعيداً..                          

ويؤمن بالكائن الكامل لأنه يتطلع الى الكمال ويؤمن بالكائن الخالد لأنه يرفض الموت..) وهكذا كانت لفلسفة هيجل اثرها في تطور الفكر الماركسي الذي طور اهم عناصر الفلسفة الهيجلية وهو (الجدل) وحوله الى نظرية تقوم على الاستدلال العلمي في تطور المجتمع والفكر والطبيعة وتاَيد الماركسية (ايمان).

هيجل بقوة العقل الإنساني وقد اخذ ماركس من هيجل اهتمامه بالتاريخ والتطور..) توفي هيجل عام 1831م نتيجة نتيجة اصابته بمرض الكوليرا.

***

غريب دوحي

في المثقف اليوم