أقلام ثقافية
نايف عبوش: أسمهان اليعقوبي وتجليات الوجد في صمت المسافات

الشاعرة المبدعة أسمهان اليعقوبي من الأصوات الشعرية المتميزة، التي شكلت حضورا متوهجا، في الساحة الادبية المغاربية بشكل خاص، وفي الساحة العربية بشكل عام، حيث استطاعت أن تعبر عن مشاعرها الوجدانية بطريقة مؤثرة.
ففي قصيدتها (صمت المسافات)، تظهر تجليات وجدها في أبهى صورها، حيث يمتزج الصمت عندها، بالشوق الى النور، لترتضيه خليلا لها:
أسافر في صمت المسافات نغمة
وأشتاق نورا أرتضيه خليلا
وهي بهذا الإنثيال الوجداني المرهف، تتسامى فوق كل مرئيات قيود واقعها، لترسم سبيل رقيها في درب النجوم:
فيحملني نبض الرؤى
لأرسم في درب النّجوم سبيلا
وهكذا تتميز إنثيالات اليعقوبي بوجدانية عميقة الحس، وشعرية إبداعية متوهجة، وهي تعبر عن مشاعرها بكل صدق، وشفافية.
كما نجدها تتغنى في قصيدتها المذكورة، بذلك النزيل الذي استوطن اشواقها، حيث تقول:
سأعبر نحو النّور أحمل دهشتي
وفي بحر أشواقي أراك نزيلا
وهي إذ تعبر بذلك عن اصرارها في تجاوز كل قيود الحال، التي تعيق تحقيق احلامها، حيث ترمز إلى الأمل ومستقبل حلمها المشرق، ليصبح هديلا هادرا في ثغر صباحاتها المنبلجة.
وأسكب في أحلام نفسي نشيدها
فيصبح في ثغر الصّباح هديلا
و في عشقها الحرية والإنعتاق، اذ تعبر عن رفضها للقيود السائدة التي تقيّد انسيابية ابداعاتها، نجدها تتغنى بهما في قصيدتها المذكورة، رغم كل قساوة الظروف التي تحيط بحركتها، حيث تقول:
أمشي على جمرٍ، أذوب صبابة
أرتّب في صدر الحنين فصولا
وبهذه الاسلوبية المتألقة تعبر الاديبة المبدعة اليعقوبي، عن رغبتها في تجاوز القيود، التي تعيق تجلي وجدانياتها، حيث ترمز إلى ذوبان أعماقها الداخلية صبابة، وهي ترتب في صدر حنينها الفصول:
أمشي على جمرٍ، أذوب صبابة
أرتّب في صدر الحنين فصولا
ومن كل ما تقدم من معطيات، يمكن القول ان لغة اليعقوبي في التعبير عن وجدانياتها، ومشاعرها المرهفة، تتميز بالجمال، والتوهج، وهي تستخدم الصور الشعرية، والاستعارات الادبية بشكل متمكن حقا، في نظمها الرائع، حيث تقول:
فيسكنني صوت النّدى متهجّدا
ويكتبني في الحلم روحا جميلا
وفي حين ترمز الأماني إلى الأمل، فان المستقبل المشرق يرمز إلى الروح الجميلة، في تعبيرها عن مشاعرها الجياشة، وحسها المرهف، باستخدام الصور الشعرية، والاستعارات الإيحائية.
وتأتي تجليات الوجد في شعر أسمهان اليعقوبي، تعبيرا عن مشاعرها المرهفة، وآمالها المتطلعة، بطريقة مؤثرة وجذابة، وهي تجسد رغبتها في التحرر، والانعتاق من القيود الاجتماعية والثقافية، باستخدام لغة شاعرية رائعة وجميلة.
***
نايف عبوش