أقلام ثقافية
نايف عبوش: الأدب الشعبي في الموروث الريفي
الأدب الشعبي بكل صنوفه المعروفة، من القصيد، العتابة، الزهيري، الحكاية، وغيرها، جزء من الموروث الثقافي لأي مجتمع، ومنها بالطبع مجتمع ريف الديرة.
ويكتسب الموروث الأدبي الشعبي أهميته، ليس من خلال اعتباره جزءاً من الهويّة فحسب؛ بل لأنه يمثل ثقافة مجتمع، بكل ابعاد تفاعلاتها الاجتماعية، والزمانية، والمكانية، وبالتالي فهو عطاء متراكم، من حاصل كل تلك التفاعلات، والتي اعتاد الناس على ابداعها، وتداولها، واستلهام القيم الإيجابية منها، حكما، وامثالا ومواعظ، كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
لكن خفوت وهج الأدب الشعبي في مجتمعاتنا الحديثة، بتداعيات العصرنة الصاخبة، وما افرزته ثورة الاتصال والمعلوماتية الرقمية، من بدائل تقنية للتلقي، رغم كل ما قدمته للموروث الشعبي من خدمة، في توثيقه، وسىرعة تداوله، الا أنها وضعته على طريق التلاشي التدريجي، حيث بات هذا الخفوت يدق جرس إنذار، بتلاشي أحد مصادر تشكيل أصالة الهوية الاجتماعية.
وإذا كانت ذاكرة الثقافة العربية، تحفل بثراء زاخر في موروثها الشعبي، بسبب عراقته الضاربة في القدم، بما هو آصرة أصالة، فلا شك إن الأمر يتطلب العمل على تنشيط هذا النمط من التراث، وجمع ما يمكن من حكائيته الشعبية بكل اصنافها، وتناولها رواية، وتداولا، ونقدا، وقراءة، وتلقيا، سواء على المستوى الشعبي الدارج في مجالس السمر، والدواوين، او على المستوى الأكاديمي، وذلك لإعادة الروح له، والحفاظ على ما تبقى منه من الضياع، قبل أن تكنسه من الوجود وسائل العصرنة الصاخبة، بتداعياتها السلبية المفتوحة، في كل الاتجاهات.
***
نايف عبوش







