أقلام ثقافية

نايف عبوش: ذكريات لا تتلاشى

لاريب ان للذكريات ومضات شجية، ومؤثرة، حتى وان تكن الحياة قد استلبت منها الكثير، وتركتنا نتعايش مع بقايا أحلام صبا قد ولى، وذكريات شباب قد انقضى، لتحقننا بشيء من السعادة الوجدانية المؤقتة، كلما ارهقتنا ارهاصات الحياة.

على أن ذكريات أحلام الصبا والشباب التي تبعثرت بمرور الزمن، تظل كما كانت يومًا ما، متوهجة بالأمل، وزاخرة بالتطلع، بعد ان خفت بريقها، في ركام زحمة تداعيات حياة صاخبة، لتبقى عالقة في المخيلة، حيث استقرت في أعماق الوجدان، عصية على النسيان، بمرور الزمان.

هكذا اذن تظل الذكريات حية، وحاضرة بوهجها الدائم، وتأبى التلاشي، لنسترجع من خلالها، صور واقع حال شباب مضى، عشناه بكل تداعياته، السعيدة منها، والشجية.

وفي فضاء حياة صاخبة، مثقلة بالهموم، تبدو تلك الأحلام والذكريات طيفا من همسات عوالم الذات، حيث تمنحنا الأحلام شيئا من الأمل، وتغذينا الذكريات، بجرعة من التطلع، حتى وان بدت الحياة قاسية أحيانًا، لتظل مع ذلك جميلة، وزاخرة بالتجليات، في نفس الوقت.

هكذا نسترجع شريط الذكريات، فنستمتع بأحلام الصبا، وذكريات الشباب، على نحو بهيج، يزرع في نفوسنا حس التفاؤل بتحقيق سعادة أفضل، حتى وان عشناها عابرة، في مخيلة مجردة، وهو ما يحفزنا لنعيش الحياة، ونتفاعل مع افرازات تداعياتها، لتكون لنا معها ذكريات جديدة.

***

نايف عبوش

 

في المثقف اليوم