أقلام ثقافية

نايف عبوش: وجدانيات الحس المرهف.. والتفاعل مع المكان

لاريب ان للحس المرهف وقعه الساحر في الإلهام والإبداع، ولاسيما في تفاعله الوجداني مع جماليات ربوع المكان.

فالعاطفة المتوهجة، والمشاعر الرقيقة، تشعل في الوجدان ومضة الحس المرهف في االحظة، وتستفز استجابته العاطفية لها، باساليب ملهمة، وإبداعية .

 وغالبا ما يكون الأشخاص الذين يمتلكون حسًا مرهفًا، وعاطفة جياشة، أكثر استشعارا، لعناصر جماليات الأشياء، واسرع استجابة لوهجها، والتفاعل الوجداني معها، لتاتي انثيالاتهم في التعبير عن ذلك الحس المرهف في اللحظة، بصور، واشكال متعددة.

ويظل للتفاعل الوجداني مع ربوع المكان تأثيره الساحر في حس وعواطف الإنسان المرهف، فأماكن النشأة، ومرابع الصبا، التي نقضي فيها وقتنا، لها وقعها في الايحاء، والتاثير على المشاعر، واثارة الحس المرهف، للتفاعل وجدانيا، مع ايحاءات بيئة المكان، وجعلها تبدو أكثر جمالًا، واشد توهجا.

ولعل التأمل العميق، والتطلع المتفائل، يستفزان الحس المرهف، ويجعلان الوجدان أكثر استجابة للعواطف الوجدانية، والمشاعر الرقيقة، في استكشاف جماليات ربوع المكان، شطٱنا كانت، ام براري، ام غابات، ام وديان، ام مرتفعات.. ومن ثم تحفيز الشروع بالتفاعل معها، بايقاع متناغم بعمق، مع ايحاءاتها.

ومع تسلل تلك الجماليات إلى أعماق الوجدان، لتسكنه ذكريات جاهزة للإسترجاع عند الحاجة، لإنعاش الذاكرة المتوترة، والمثقلة بتداعيات واقع الحال في حينه، فقد يلجأ الكثير من المبدعين، لتوثيق انثيالات في اللحظة، بهيئة نصوص شعرية، او سرديات إبداعية، او لوحات فنية، او اغاني ترفيهية، لتكون وسيلة التعبير الحي عن ابتهاج الحس المرهف، وتفاعلاته الشجية مع ربوع المكان.

***

نايف عبوش

في المثقف اليوم