أقلام حرة
صادق السامرائي: القرن البليونيري!!

أمريكا الأولى (902) في عدد الأفراد البليونيرية والثانية الصين (205)، وعدد اليليونرية في العالم (3028) في القرن الحادي والعشرين، ويقبضون على (16.1) ترليون، وعدد الفقراء ربما سيتزايد طرديا مع زيادة عدد البليونرية.
ثراء فاحش وفقر مدقع، وتلك معادلة القرن التي ستتواصل في العقود القادمات.
فمَن يحكم الدنيا؟
إنها الأموال المحتكرة في قبضة أشحاص.
لا تحدثونا عن الديمقراطية والإشتراكية والثورية وغيرها من إدعاءات الحكم، إنه المال الحاكم المستبد والطاغية الذي يقرر مصير البشر، فالنفس وقودها المال وديدنها النار وسفك الدماء.
كل ما جرى ويجري فوق التراب منذ الأزل، دوافعه إقتصادية وإن تبرقع بشعارات ومنطلقات منافقة، محصلتها الإغتنام والإستحواذ على أموال وممتلكات الآخرين.
إنها ذات المعادلة التي أولعت الصراعات بين القبائل والفئات في أرجاء المعمورة، وعندما تشكلت الدول نشبت الحروب بينها وهدفها إقتصادي بحت، حتى أن بعض الدول الكبرى أو معظمها، ترى أنها تزداد ثراءً بإشعال الحروب.
الدنيا غالب ومغلوب، خروف وذئب مذؤوب، القوي يأكل الضعيف، لا أخلاق، لا قيم، لا عفة ولا عفيف، المطامع تفور، والصاحب غدور، وغاب الغيور، وتباغضت الصدور، والكثرة نذور، وقد فار التنور.
لا تحسبن النفط ثراء، فهو النقمة والداء، والفساد في مواطنه دواء، وشعوبه في عناء، تتوسل الأعداء، وبطونها خواء، تستجدي طعامها من الغرباء، وتعادي الزرع وتستهين بالماء، يحكمها الجهلاء، وعز فيها البناء، فالخراب هدف ورجاء، لا حقها لسابقها محّاء، والناس تستلطف البلاء، وبالصبر والخنوع والتبعية يتمنطق الخطباء.
يا أمة النفط، يا مواطن الشقاء!!
حروبٌ في مواطننا استقادت
ومن جيلٍ إلى جيلٍ توالت
مطامعها تسيرها لنفطٍ
وأتباعٌ بمغنمها تطامت
أجبج النار بنّاء اقتصادٍ
به الأقوام عن حقٍّ تعامت
***
د. صادق السامرائي
......................
البليون: ألف مليون
الترليون: ألف بليون