أقلام حرة
صادق السامرائي: الأكاديمية والواقعية!!
الأكاديميون يخاطبوننا بمفردات لا تسترعي تفاعلنا وفهمنا، لأنها إستعلائية تخصصية ذات رمزية وغموضية صعبة، بينما المتعارف عليه في مسيرتنا عبر العصور أنهم يبذلون جهدا متواصلا لتبسيط اللغة التي يعبرون فيها عن أفكارهم وطروحاتهم المتنوعة.
هذا التباعد بين القارئ وما يأتي به الأكاديميون، رغم أهمية طروحاتهم، لكن التفاعل بينهم والمتلقين تكاد تكون معدومة، حتى الصفوة من الناس تعجز عن التواصل مع ما يطرحونه، وكأنهم يحسبون التعقيد والتصعيب في عباراتهم ومفرداتهم يدل على ثقافتهم، بينما الحقيقة تشير إلى أن الذي يعرف مادته الأكاديمية يقدمها بأبسط وأسهل لغة.
فبسّطوا ولا تعقدوا، ففي البساطة قوة وقدرة على التفاعل الإيجابي والتقدم.
من معاضل مجتمعات الأمة أن النشاطات الأكاديمية لا تستند إلى مفردات واقعية ولا تتفاعل مع المجتمع بإيجابية، ولهذا يكون للجامعات دور ضعيف في التوعية وإستنهاض الأجيال، والسير بهم ومعهم نحو آفاق مستقبلية معاصرة.
المطلوب مفردات لغوية سهلة الفهم، وتقدم الفكرة بآليات قادرة على تحويلها إلى سلوك، وكينونة واضحة متفاعلة مع الحياة ومؤسسة لمنطلقاتها الإيجابية.
فلا قيمة للمقالات والخطابات والقصائد الملغزة المبهمة الغامضة، فالمواطن لا يمتلك القابلية على تفتيت العبارات وتشريح النص المنشور، لأن الأساليب التربوية أفقرت معجميته، وكرهته بالكلمة ومعناها، ويبدو أن أبناء الأمة من أقل المجتمعات كنزا للمفردات، ولهذا يعجزون عن الحوار والتفاعل الحضاري، ويكون للعضلات دورها وللقوة المتصورة أثرها في تقرير مصيرهم.
نُخاطبهمْ بترْميزٍ غريبِ
ونَحْسَبُ قولنا صوتَ اللبيبِ
هي الأفكارُ إنْ عَسُرَتْ أغاضَتْ
وجادتْ من تثاقلها بريبِ
محاسنُ ضادِنا أبْدتْ وضوحاً
ويسّرتِ المعارفَ للأريبِ
***
د. صادق السامرائي







