أقلام حرة

صادق السامرائي: أخلاق التعامل مع الزبائن!!

لو أردنا تعلم مهارات التفاعل بين البائع والمشتري، علينا أن نعايش اليابانيين في متاجرهم ونرقبهم كيف يتعاملون مع الزبائن!!

أذهلني أسلوبهم وما يبدونه من إحترام وإمتنان، لأنك زرت متجرهم وفكرت في شراء حاجة ما منه.

أنا الشرقي الذي تعود أن تكون العلاقة بينه وبين البائع معركة غالب ومغلوب، أجدني أمام هذا الأسلوب الراقي من التعامل مع الإنسان وهو يتبضع في متجر ياباني، أو محل للبضائع المتنوعة.

ووسط دهشتي نهض سؤال التقدم والتأخر، فما نقوم به من تعاملات بيننا، تعكس واقع حالنا المجرد من الرحمة والإنصاف والإحساس بالآخر.

ذات مرة في مصر مع وفد أجنبي، وجدتني أتعامل مع بائع مصري بطريقتنا المعهودة، وإذا بفتاة أجنبية تقترب مني وتقول: لا داعي لهذا الأسلوب، فكّر لو أعطيته أكثر فأنك ستضع طعاما على مائدة العائلة، فخجلت من نفسي، وغضبت من طباعي الشرقية التي تكنز عدوانية، ولا تريد الرضا والفرح.

ومرة كنت مع صديق مغترب في زيارة لمدينة فيها مراقد مقدسة، وتوجه لشراء حاجة ما، فضاعف سعرها البائع وعندما حاولت المساومة دفع صديقي المبلغ المطلوب وقد تجاهلني، وعرفت بعد سنين أنه كان على حق فتفكيره ربما كان مثل ما ذكرته تلك الفتاة الأجنبية.

مَن علم الغرباء إحترام الآخر وضخ فيهم إراد التصدّق على الآخرين، فهم يرون أن الذي يطلب سعرا إنما يحتاج لذلك المبلغ من المال.

فهل أن كلامنا يناقض أفعالنا؟!!

نُسميهم كما شئنا وإنّا

بلا خُلقٍ حَميدٍ فانْكسرنا

تَراهم في تعاملهم كباراً

وفينا من تعاملنا أذانا

يدومُ الفقر في زمنٍ سَقيمٍ

إذا داستْ على ألمٍ خُطانا

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم