روافد أدبية

أحمد عزيز: رسالة إلى من تقيم في دمي

أيا ذاتَ العيونِ، ومَنفى الدُجى،

وصوتَ المواويلِ في مَجمَرِ...

أُحبُّكِ... لا تسألي العاشقينَ،

ففيكَ البدايةُ والمَصدرِ!

*

تركتُ الفصولَ لأجلكِ طوعًا،

نسيتُ الزمانَ وما يُدَّكرِ...

كأنكِ كنتِ رؤى الأوليـنَ،

وكانت خطاكِ على الأسطرِ...

*

تجيئينَ مثل انبلاجِ الصباحِ،

ومثل ارتعاشاتِ نور القمرِ...

وتغفينَ في الروحِ مثل ارتواءٍ

بماءِ الحياةِ، وماءِ السُّكرِ!

*

أُقبّلُ نبضكِ، لا فرقَ عندي

أهوَ في القصيدةِ أم في السَحرِ؟

أُقايضُ بالعمرِ كلَّ ابتسامٍ،

وكلَّ التفاتاتِكِ المُزهرِ...

*

أيا أنثَتي... إن قلبي تراتيلُ

وإنكِ نشيدي... وإنكِ وِتري!

أحبُّكِ... لا منطقٌ في الهوى،

ولا حكمةٌ في غرامي الكَبيرِ،

فإمّا جنونٌ يُبدّدُ صبري،

وإمّا اتّزانٌ يموتُ بناري!

*

رأيتكِ في الحلمِ، حتى إذا

استيقظتُ، وجدتكِ في انتظاري،

كأنكِ تُرسَلُ من كوكبٍ،

على هيئة الضوءِ في ليلِ داري!

*

كأنكِ أسرارُ هذا الوجودِ،

وخفقُ السنينِ، وسِرُّ انتظاري...

فماذا أقولُ؟ وكلُّ اللغاتِ

تموتُ، وتبقى عيونُكِ داري...

*

أحبُّكِ حبًّا لو انقسمَتْ منهُ

كواكبُ هذا الورى... لاحترقْنَا!

*

فإن شئتِ، فلتأخذي ما تبقّى

من القلبِ، منّي، ومن أغنياتي...

أنا العاشقُ التائهُ المستكينُ

على ضوءِ عينيكِ في لحظاتي...

*

أجيئكِ شعراً على شَفَةِ البوحِ،

أجيئكِ نبضاً من الذكرياتي...

وإن متُّ، إنِّي وصيتُ الورودَ

بأن يذكُروا اسمكِ في صلواتي...

***

بقلم: احمد عزيز الدين احمد

 

في نصوص اليوم