روافد أدبية

بن يونس ماجن: رغم الموت

رغم الموت المتساقط فوق الرؤوس

الحرب لم تعد تعرف اسمها

فهي تائهة بين أدغال الالغام

تتحرك في ساحة شاسعة

تحصد جماجم وأجسام الأبرياء

ثمة دم ودخان ورماد وتوابيت

وقبور مكتظة بأرواح المستضعفين

*

الحرب لن تضع أوزارها

فهي مثل حمامة شاردة

ترفرف على قرميد مائل

تطل على جندي مبتور القدمين

يجر وراءه قنبلة يدوية

ينوي اعادة تدويرها

استعدادا لحرب قادمة

*

غزة مذبحة العصر

رضع تحت الأنقاض

أشلاء مبعثرة

أطراف مبتورة

يتامى

أرامل

جياع

عطشى

حصار

والعالم أصم وأخرس

لقد أصيب بجلطة دماغية

ونوبات البكم

امام المجازر اليومية

*

في دولة الشر

حتى الجرذان والافاعي

تعبت من الضجر

وأضحت تتخبط بين ركام الحفر

صفارات الانذار

تدوي في الأجواء

وابل من الرعد

تتبعه صواريخ ونيران

وشواظ وسقر

*

وحاكم عربي

الصامت عن الابادة

باع ضميره بحفنة من الدولارات

ليفوز برضى السيد المطاع

ويقر عينا

فوق عرشه الواهن

*

أما الجندي العربي

فهوجندي جبان وكسول

يقضي وقته

في تلميع أزرار بدلته وحذاءه

نسي كليا كيف يضع أصبعه

على زناد بندقيته الصدئة

*

ثمة علماء دين

فقدوا مصداقيتهم

لا يفقهون في الحلال والحرام

محتارين بين الجهاد والاستسلام

وثمة شعوب عربية

ضالة ومدجنة

مستسلمة وخانعة

*

ويسألونك عن الحكام العرب

فقل خيانة عظمى

وعملاء مأجورين

في عصر الاهانات والمؤامرات

حكام طواغيث

دمى بلا أعمدة فقرية

يعيشون في الجاهلية

لا مروءة لا شهامة

ولا انسانية

***

بن يونس ماجن

 

في نصوص اليوم