روافد أدبية
صادق السامرائي: إشارات!!
			كثيرانٍ بميدانٍ تداعتْ
بألوانٍ لمُفترسٍ أناختْ
*
نوامٌ في مَرابعها تَفشى
فلا يقَظٌ ولا قومٌ أفاقتْ
*
متى لبعيرها يرعى نزولاً
على تلٍ سيبقى ما اسْتهانتْ
*
تداهمها النواكبُ دونَ قيدٍ
وترجمها القذائفُ كيفَ شاءتْ
*
إباداتٌ بها الأطفالُ تُرمى
ومن وجعٍ إلى وجعٍ توالتْ
*
سماءُ وجودها أضحتْ عَراءً
وميداناً لقاصفةٍ أماتتْ
*
تفرّقها الغوابرُ والخطايا
وأجيالٌ لأجيالٍ أعاقتْ
*
مَلاحِمُها بأقوالٍ ونسْبٍ
وكلّ رشيدةٍ عنها أشاحَتْ
*
تضللها نداءاتُ اقتدارٍ
وقد عاشتْ بقيعانٍ تطامتْ
*
برايا في مَسيرتها لمجْدٍ
وما برحتْ بحاديها تهاوتْ
شبابٌ في مواطنها توارى
تُطارده العواديُ ما اسْتطاعتْ
*
زمانٌ في مرابعها تَجلى
عقولُ شبابها فكراً أضاءتْ
*
تفاعلهم تواصى بابْتكارٍ
بما وُهِبتْ إلى العلياءِ سارتْ
*
تراثٌ من جهالتها تَخابى
وأجيالٌ لجوهرها أهانتْ
*
فجاءَ الموتُ مسروراً عزيزاً
تساندهُ عفاريتٌ أباحتْ
*
غريقٌ في مراتعها حزينٌ
تصفّدهُ المخاوفُ حينَ سادتْ
*
معاشرُ أمةٍ في بئرِ بؤسٍ
تدثرهم قرونٌ إستباحتْ
*
إذا نامتْ جموعُ القومِ خوفاً
فلا عتبٌ على أممٍ أغارتْ
*
قويٌّ في مَسيرتها عدولٌ
وإنّ ضعيفها في بَحْر كانتْ
*
هي الدنيا بما اقتدرتْ كُماها
وكمْ خسرتْ بها حينَ اسْتكانتْ
*
يدور زمانها والعيبُ فينا
وإنْ جَثمتْ مَراميها تناءتْ
*
تُباغتها النواكبُ والرزايا
ومنها مَنْ يُساقيها فدامَتْ
*
ومَن سرقَ البلادَ لسوءِ نفسٍ
سيشقى في مُغالبةٍ أحاقتْ
*
وحوشُ الغابِ كمْ تسعى إليها
أسودٌ من عَرائنها أصالتْ
*
موازينٌ بها الأقدارُ قالتْ
إذا ذهبتْ لعلياءٍ تهاوتْ
*
هي البيداءُ تجذبها كصيدٍ
لتأكلها كما رغبتْ ورامتْ
*
رمالُ زمانها غطّتْ رؤوسا
لتهلكها بما فعلتْ وخالتْ
*
تفرّقتِ البرايا رغمَ جَمعٍ
وما اعْتصمتْ بحبلٍ أو تواصتْ
*
كأندلسٍ تخاصمُ مَن رعاها
وكلُّ دويلةٍ حنقتْ وخانتْ
*
مَصائرها بعصرٍ من وحوشٍ
تشابهها ولا منها اسْتفادتْ
*
عيونُ عقولها سُمِلتْ لجهلٍ
وإنَّ شعوبَها عنها اسْتدارتْ
*
يطولُ نواحُها والوحشُ يُفري
وقد غنمتْ عفاريتٌ تبارتْ
*
أياديها مكبلةٌ بوهمٍ
وتنحرُها أباليسٌ تخاوتْ
*
سلوا قلباً تبارى في رحابٍ
عن العُصر التي ذهبتْ وعادتْ
*
وطوقُ نجاتها فعلُ اتْحادٍ
وألفةُ جمعها سُبلاً أنارتْ
*
بعلمٍ مُبْصرٍ تحْيا ارْتقاءً
فسائلْ فترةً سطعتْ وقادتْ
***
د. صادق السامرائي
10\9\2025






