نصوص أدبية

عدنان الظاهر: مطاولةُ غربانِ البينِ

طاولتُ مرورَ الوقتِ وأنهكتُ الثقلينِ ضياعا

لو مرّتْ مرَّ العلقمُ في دربِ الماشين عرايا

وَلَهٌ يتكرّرُ ماءً في عينِ المرآةِ لِتُطلِقَ آهاتِ سرابِ

لا يُسفرُ صبحٌ إلاّ وغرابُ التفريقِ يمدُّ جناحا

يهوى أنْ يبصُرَ في وادي التسليمِ حَماما

يلعبُ طاساتِ الضربِ على رأسِ الجاهلِ والمجهولِ قياسا

يسألُ هل تندسُّ الرؤيا بأحافير رؤوسِ التنجيمِ

لا يبصرُ أبعدَ من حافرِ ثُقبٍ في عين النجمِ

ليدُقَّ المسمارَ الفضيَّ وينعى أهلا

حاولتُ الصُغرى طاولتُ الأخرى حتّى

جاوزتُ البابَ العالي فَتْحا

لم أعثرْ خطّاً في نجمٍ يهوي أو شمّاً في وشمِ

عانى ما عانى ختمُ الطينِ المشوي

لينيرَ الشمسَ دروباً من نارِ الشمعِ

ما كفَّ الأكمامَ ولا ألغى لُغْماً في صكَّ الشيطانِ

ما قالَ البينُ لتحليقِ وباءِ الغربانِ

لا تحزنْ إنْ مالَ الربّانُ وجفّتْ أحداقُ الرُهبانِ

أنهكني جسُّ البرقِ عواميدَ لُغاتِ الأوتارِ

وحبستُ الأنفاسَ مخافةَ أنْ يطغى مفتاحٌ في قفلِ الخلاّنِ

رُحماكِ أطلّي ....

الفُرقةُ لو مدَّ البومُ لسانَ الغربانِ.

***

د. عدنان الظاهر

10.6.2025

 

في نصوص اليوم