نصوص أدبية
مريم عبد الجواد: كما قِيل لي

أتّفق معك أنّ الوقت يمرّ
والأشياء لا تنفكّ تتغيّر
ولكن لمَ تبدو السّاعات في بيتي معطّلة
ودقّاتها تشبه الأنين.
*
حسنا
أعلم أنّ الشّمس ستشرق
سيتسلّل نورها كطفل فضولي
وتغنّي فيروز طويلا عن البحر والوطن وحبيبٍ غائب.
فلِم أشعر أنّني أسكن في ليل طويل
وأنّني على مسافة بعيدة من كلّ شيء..
*
رائحة الخبز شهيّة والقهوة مرّة كما أحبّ
تغنّي أمّي مع الرّاديو
وتشي الضوضاء في الخارج بأجواء مشوّقة
ولكن قل لي
لماذا تتعالى الأصوات في رأسي
لمَ لا تمتدّ يدي
ومن ذا الّذي يصرخ بي لأنهض..
*
الحياة تستمرّ، لا شكّ في ذلك،
والأيّام تجرف جسدي كَسيْلٍ لا ينتهي
الرّحلة تستحقّ المحاولة وستثمر الجهود ذات يوم
أفهمك
العالم يعجّ بالنّاجحين
*
لا بأس إن لم يعنِني ذلك في شيء
أنّ الضباب يلفح وجهي ويملأ عيناي وأن طريقي بلا خريطة..
*
سأحبّ من جديد
لا داعي للقلق
والكلمات الّتي أحرقها الغياب
سأكتب برفاتها قصيدة أو اثنتين
ثمّ أختبئ داخل أغنية
*
أجل، كلّ شيء على ما يرام
فعلت كما قيل لي
لقد نسيت ذاك الحلم، صحيح،
دفنته جيّدا تحت الوسائد حتّى اختنق و لن يزعجني
ولكن أخبرني أرجوك
لماذا أحلم كلّ ليلة بظلّ يتمزّق
ومن أين تأتي الدّماء على يديّ حين أستيقظ
***
بقلم مريم عبد الجوّاد - تونس