نصوص أدبية
أنور بن حسين: الشّوق الأسير في ظلّ الضّياء

أبحرتُ في وَجَعِ المَدَى
وغَفَوْتُ فَي ظِلِّ الضّيَاءِ كَأنّنِي
طِفلٌ يُلامِسُ بِالرَّجَاءِ الأبْحُرَا
*
ومَضَى الحنينُ على الدّرُوبِ يُسَائِلُ
قدْ كنتُ أحفِرُ في الغُيوبِ مَلامحِي
وأخبِّئُ الأشواقَ، كي لا تُؤسَرَا
*
عيناهُ أقمارٌ تُطِلُّ عَلى الدُّجَى
والنّارُ تَعرفُ صَبرهُ
فتَجمَّدَتْ حينَ الفؤادُ تَكَسَّرَا
*
طفلٌ يُدارِي جُوعَهُ
والأمّ ترسمُ في الخيالِ وليمةً
والهَيْمُ يَجْرِي في الوَرِيدِ مُجَمّرَا
*
يبكونَ من لهَبِ الجفافِ
وحولهم ناحَ الغمامُ
كأنّهُ ما أمْطَرَا
*
في كلّ صحراءٍ نجومٌ أُطفِئَتْ
خَفَتَتْ عَلى قَلقٍ
ضَوْءٌ يتيمٌ فِي المَدَى قدْ أزْهَرَا
*
نَامُوا عَلَى حَجَرٍ تَكلّسَ فِي الرُّؤَى
يَتكوّرُ الجُوعُ القَديمُ بجُرْحِهِ
ويَلوحُ كالمُدِنِ البعيدةِ مُقْفِرَا
*
ذَبُلَتْ عَلى صَدْرِ المَجَاعَةِ وَرْدَةٌ
قال: الرّغيفُ إذا أتَى مِنْ عاشِقٍ
صارَ القصيدَ، وصارَ مِنّي أسْطُرَا
*
الفَارِسُ العربيُّ
يَرْنُو مِنْ بَعيدٍ حائرًا
والصّمتُ يَرْفَعُ صوتهُ مُتفجّرَا
*
كمْ شمعةٍ ذابتْ سُدًى
والرِّيحُ تَلفحُ جِيدَهَا
والأرْضُ مَلْحَمَةٌ تَتُوقُ تَحَرُّرَا
*
القلبُ يَعْصِرُ غيمةً يا غزّةُ
تَسْرِي لحُضْنِكِ فَي الغِيابِ
فتَسُوقُنِي الأحْداقُ حُلمًا مُزهرَا
***
الشاعر: أنور بن حسين / تونس
جويلية 2025