نصوص أدبية
ليث الصندوق: صُنّاعُ المُعَجّنات

لم أعد أثقُ بمذيع الأخبار
خدعني بإعلانه أنّ ديناصورات الحرب تتبرّجُ وتتعطّر
لحضور حفلة رقص
فرزمتُ أضلاعي في الحقيبة
وزممتُ فمي
مخافة أنْ أفقدَ ما أبقتهُ لي سنواتُ أكلِ الحصى
من الأسنان
**
ما إنْ تنبّهتُ أني ما زلتُ حيّاً
حتى أسرعتُ أعُدُّ أصابعي
ألحمدُ لله، لم تنقُصْ
ثوبي ما زال يستُرني
ولحافي لم يتحوّل إلى غربال
إذن لم تنشبِ الحرب
وديناصوراتها مذ بلغت سنّ اليأس لم تُنجب صغاراً
لكنّ القذائفُ التي لم تسقط بعد
ما زالت معلّقةُ بالسماء
وأية ابتسامة عابثة ستُسقِطها على الرؤوس
سأعودُ إلى النوم
فهدفُ كلّ الحروب ليس النصر
بل حرمان الناس من النوم
**
لم أعد أثق بمذيع الأخبار
ولا بقناة CNN المُصنّعةِ للمُعجّنات
لقد كذبوا بإعلانهم أن الحرب قادمة
بينما كانت تتشمّسُ عارية على الشواطيء
كما أنهم أساءوا إلى الأحفوريات
عندما اتهموا الديناصورات بأكل اللحم
بينما هي ملتزمة بحِمية مشددة لتخفيف الوزن
أيها الإعلاميون:
إنّ الحربَ لا تندلع من عيادات زرع الشَعَر للصُلعان
بل من استوديوهات الأخبار
أما ديناصوراتها فليست البوارج ولا الطائرات
بل الذين يتّخذون من المذياع
سبطانة لقذائف من العجين
***
ليث الصندوق