نصوص أدبية
وفاء اجليد: صافلو

صافلو...
طيفي المجازي
بعيونه لا زوردية،
كان سيد الضوء،
كان يخبرني عن مولد القِبلات
و عن رتبتي
في صفوف الباحثين
عن شهيق البسملات.
كنت قِبلة خرساء
في غيب العبث،
وكان صافلو...حصتي من عزلتي
بوصلةً في دمي،
يربي الشموس حينا،
وحينا يطهرني
من وشايات العراء،
لحظات أخيرة،
تأمل في صمت الفراغ،
في نبؤة دمائي النافذة،
وفي تفاصيل الرحيل .
اختفى صافلو،
منذ ذاك الوقت...
صارت الكنايات حزينة،
دمياتي الطينية أيضا صارت حزينة،
لا شيء يسمعني،
غرق...أشلاء،
ليل ممدد،
ووجوه تتوارى في نزيف الصدى.
مكتظة أنا بالذكريات،
وقلبي شيخ
في رحلته الأخيرة،
أنا وصافلو
تشاركنا نفس العزف،
نفس الشامة الملونة
وحتى نفس الأنفاس.
صافلو...
أقام معي في بيت الريح،
اختصرني في كفه الكبيرة،
وكنت ألمع حذاءه الأبيض
كلما هبت الكلمات من غد،
لم يعد صافلو يصلي صلوات الندى
على خدي المتورمة،
لم يعد يهش على أسراب النحل
كلما تلعثم الصلصال في وجعي،
صافلو...كان نبضي الآخر،
كان نبتة وقتي.
قبل زمن عاهدني
ان لا يغادر تلك النافذة المهترئة
قال لي يومها...
يا شقيقة الغيم
أينهض هذا التراب من سكرته!
ويعود الطواف لأركان المصادفة،
قلت...ما أدراني
إذا ما صمتت القديسة عن الغناء،
وفتن الوتر والقمر .
مات صافلو...
اغتالوه بداخلي
مازالت دماءه على وجهي
على جبهتي
وخصلات شعري
وعلى نرد القصائد.
هكذا ...
أنا ...وصافلو إلتقينا ذات صباح
على كف وحجر،
ومسك شهادة،
يزفنا في ساحات النصر.
***
وفاء اجليد