نصوص أدبية
فؤاد ناجيمي: ديوان أبي

كم حملت عني دم البلاد المسفوك يا أبي
كم قلت أنك لن تخبرني عمن قتل الصبح في العصافير
ومن أمر الضحية أن تعترف
كي أكبر في حيني حالما وفارغا منهم أنام
*
لن تنجو إن أقبلت على حلم قبل موعد حلمك
فكن بك معك،
سآوي إلى قلب أمي يا أبي، وهناك أحفظ الحقيقة،
أبقى بجوار الله صلاة إلى أن ينتهي المحفل
من ليله السكري فينا، فهنا يضيق بنا هناك
وهناك يبدأ من كواليس مدننا الحديثة
تحت شهوة الخيام
*
لا حب،
ينمو الإسمنت حول قلوبنا مدنا/
لا أرض،
الحدائق تحتلها الصحراء/
لا رؤى،
ويل لنا من المشهد القادم/
لا وضوح،
والموت من قتلانى غامض/
لا خلف، لا أمام،
والخطو موعد لنزيف الحمام/
*
المدينة تَسَعُ ألف نهاية وتفتح للموتى خريفها
واسم الحياة سقط عن أبجديتنا الأولى
واستسلام الضاد منذ التتار،
هل جئنا بعدنا؟ أم جاؤوا قبلنا؟
أم دخلنا خلسة من بوابة التاريخ الخلفية؟،
والحدثيون يُبعثون من معاجم القدمى
كي يخرجوا عن سياق الأمس،
وينفَضُوا عن جراحنا كما ينفض الغمام
***
فؤاد ناجيمي
من القصيدة الديوان/ ديوان أبي