نصوص أدبية
هادية السالمي: ِحَديثُ السَّرْوِ
غيوم وطيف ربيع يسربله وجع
وأجنحة ورؤى في المطاحن تضطجع
وأرجوحة تخبز الريح ضيما وأرغفة
ووجهٌ لهند يطالعني في مقاهي الدجى
فيوقظ فيّ شجون الغياب وشوق الندى
ويتـّقد الموج في قدحي وفتيل الضنى
فما بقي في الديار بيوت ولا شجر
وما بقيت في الديار سوى دهشة القمر
وما بقيت غير آنية وسط الحجر
تنادي طويلا : أ ما من سنابل يا عمر؟؟؟
وكلّ الّذي في الديار هسيس ونرجيلة
وأرصفة تغزل الجوع ظلاّ وأوسمة
وفيها وجيف وبعض سلال وأقنعة
**
ويغمسني في الأسى صوت هند ويغرسني
ويبرق فيّ بروقا ورعدا وزمجرة
أزيز عيونك يرهقني _ قلتُ _ يا جزعي
كأنّ حبال السماء تفرّ وتتركني
كأنّ الجدار الّذي أرتدي، ما به أحتمي
فهل من مسار إلى سهم هند فينجدني؟
وهل من سراج يعرّي الصريم ويجمعني؟
ترى أين "معتصم"؟ - تصرخ الأمّ والولد-
تحرّق ضلعي - يقول الخواء - وما لي يد
ولستُ أُدانُ على ما أرى وأنا الوهن ...
**
ويرتجّ في قدحي منبت السَّرْوِ والقصب ...
يحدّثني السَّرْوُ عن أقحوان ويقطينة...
وعن وجه "هامان" يغرق في الطين والعوسج
فلا بيديه استكفّ السماء وابتهج
ولا ملّكته يد "الجثّة" الرمل والسكن!
زهرة الجثّة: من أكبر الزهور في العالم ورائحتها تشبه رائحة اللحم المتعفن.
***
بقلمي: هادية السالمي دجبي - تونس






