نصوص أدبية
ليث الصندوق: عندما يحكم العالم رجل مجنون

لم يعد النوم ممكناً
فيروسات الجنون لا تطرق الأبواب
بل تأكلها
أسكبوا أحداقكم في أكواب واشربوها
فهي لم تعد نوافذ للأحلام
أبتلعوا عكازاتكم لتناموا واقفين
ألمجانين يتكاثرون باللمس وباللعق
يتسللون إلى بيوتكم عبر مجاري المراحيض
ليسرقوا لفائف المناديل الورقية
لكن ثمة مجنون واحد في العالم
لا يكتفي بسرقة أغطية المراحيض
بل يسرق كامل منظومات الصرف الصحي
يسرقها ليبيعها في السوق السوداء
محولاً العطن إلى دولارات
والدولارات إلى علفٍ
للبشر المستعدين لزراعة قرون في رؤوسهم
في نوبة جنونه الثانية
وقف على مسرح نوبل
لتمثيل دور العاقل والحكيم
لكنّ شياطينه لم تُحسن تمثيل الدور
وخرجت للعالم من أذنيه
لتُفجّرَ البراكين الخامدة
ولتنضمّ إلى شياطين العنصرية في إبادة الفلسطينيين
لا تستغربوا من الجدب في الأمزون
فالمجنون جرّد الفصول من زينتها
لا تستغربوا من انتحار الدلافين
فهو يتخذ من أمواج المحيط مرايا حلاقة
لا تستغربوا من رسومه الكمركية
فطموحه أن يجعل من أقراص الخبز
أقراطاً للشعوب الفقيرة
عندما استيقظ من سباته داخل مجمّدة اللحم
أمر بنقل أيسلاندا إلى أريزونا
وربما في يقظة سباته المقبلة
سينقل القدس إلى صالة علاجه بالصدمة الكهربائية
هو الآن يجلس على كرسيّ بارتفاع ناطحة سحاب
ليعقد مؤتمراً صحفياً
لكنّ الكاميرات معطّلة بفعل البصاق
ألصحفيون والمايكرفونات والعناكب التي تغطي منضدته
يسألونه أن يرفع قدميه عن الخارطة
لكنه يصرّ أن يتبع نداء قدميه
فيجعل كل الدول بلون واحد
وكلّ أعلامها علماً واحداً
وكلّ بوابات العالم تفتحُ على غرفة منامه
**
ألمجنون الذي يحكم العالم
والذي يُلمّع المجانين حذاءَه بأربطة أعناقهم
هو مُلمّع أحذية لمجنونٍ آخر
لا يحكم من العالم سوى شارعٍ
لا يتجاوز طوله شريطَ حذاء
***
شعر: ليث الصندوق